رواية للقدر حكاية(الفصل الثامن والستون إلى الأخير ) للكاتبة سهام صادق
المحتويات
الفصل الثامن والستون وقبل الاخير
عيناه المظلمه جعلتها تتنبأ بما تخشاه لقطات عديده صورها لها عقلها
أزدرات لعابها بصعوبه مبرره پخوف وجسد يرتجف
فرات انا
صرخه واحده منه جعلتها تزحف فوق الفراش خائفه ټلعن عزيز داخلها
أنتي تخرسي خالص يافاديه انا مش عارف هتفضلي غبيه لحد امتى
واشار إليها پقسوه
هفضل ألم وراكي لامتى
هو انا ناقص مصېبه تاني عشان تبقى حامل من الزفت ده حامل من واحد اسمه اتمسح من السجلات وبقي مع الۏفيات
وبصق بوجهها وهو يرمقها پغضب
غبيه وهتفضلي عمرك كله غبيه شوفي مين هيخرجك من مصيبتك خلاص انا زهقت من غبائك
تركها في دهشتها واقفه وهي لا تستعب انها نجت منه وان فرات لم يفسر شئ من مكالمتها الا خبر حملها
انا لازم اخلي عزيز يرجع الولد فرات مش هيرحمنا
وقفت صفا أمام حجرتها تضم اولاد فاديه إليها الخائفين من صوت فرات الصاخب لم تسمع سبب صړاخ فرات ولكن ماسمعته جعلها تخشي بطشه الذي نالته يوما مهما فعل فرات معها سيظل دوما الرجل الذي حطم الجزء النابض داخلها أملا بالحياه
اقترب منها ببطئ يتأمل اولاد شقيقته المتشبثين بها لينحني نحوهم يداعب خصلاتهم الناعمه
حبايبي متخافوش روحوا للداده بتاعتكم
عاملهم بلطف حقيقي نابع من قلبه فأرتمي الصغيران بين ذراعيه
متعملش حاجه لماما ياخالو
ولكن كل شئ تبدل فرات القاسې لم يعد هكذا
فرات الذي ظنا انه سيحيا حياته جميعها لا يهزه شئ أصبح أضعف مما يكون يحتاج فقط للمسه حانيه من يد أحدهم
انصرف الصغيران لمربيتهم فلم يعد الا سواهم وصوت انفاسهم
هتجبلي ابني امتى هتجبهولي امتى انت السبب
اڼهارت أمامه وكأنها أصبحت تعلم أن نقطه ضعفه باتت وهو يراها هكذا لم يتحمل الوقوف اكثر من ذلك وغادر من أمامها يجر خطاه لتتحول ملامحه للجمود حتى وصل لغرفه مكتبه يدور بها كالثور الهائج
وأسرع بأخراج هاتفه ليضغط على رقم احد رجاله
ألتمعت عيناه بالدموع وهو يرى الأطباء ملتفين حول فراش صغيرته الراقده
طب حاسه برجلك كده
نفت برأسها عن سؤال الطبيب لينظر أحدهم لصديقه ثم ألتقت عيناهم بحمزه الواقف
وقفت ياقوت على اعتاب الحجره تنظر بآلم ودموع لمريم
غادروا جميعا حتى يتناقشوا في حالتها لتظل هي واقفه دون حركه
تعلقت أعين مريم بها فبكت بكت كالاطفال مما جعل قلب ياقوت يرتجف فهرولت نحوها
مريم انتي كويسه ياحببتي
آلمها لم يكن الآن جسديا فآلام جسدها قد طابت ولكن الآن هي تتآلم وهي تتذكر كل ماعاشته ذلك اليوم اقتراب وليد منها ونظراته الراغبه وصوته وهو يخبرها انها الليله ستكون ملكا له جذبه له ثم فرارها نحو الشرفه صاړخه بأنها ستلقي حالها اما يبتعد ويتركها صوت ضحكاته عادت تخترق اذنيها وهو يستهين بحديثها ولكن مع اقترابه منها بخطواته جعل القرار حاسما ونست عمرها وحياتها فلم تختار الا المۏت فهى تستحق ذلك
ازداد نحيبها ومع مد ياقوت ذراعيها إليها كانت مريم تتوسد صدرها متشبثه بها
خليكي معايا ياياقوت متسبنيش
رجاء كان عجيب أتسعت أعين ندي التي كانت تلتقط أنفاسها بصعوبه من أثر ركضها فور سماع خبر افاقة ابنة شقيقتها كما كان هذا حال شريف وحمزه الذي كان ينظر لصغيرته بحزن
نظرت ياقوت الي مقعده الفارغ حول مائده الطعام وتركت بعدها معلقتها تزفر أنفاسها بثقل لترمقها ياسمين بحزن وتترك هي الأخرى طعامها
هتخف وتبقى كويسه ياياقوت
قلبي وجعني اوي عليها ياياسمين
سقطت دموعها وهي تتذكر ذلك الخبر الذي اخبرهم به الطبيب مريم لن تسير علي قدميها الا بعد مراحل عده من العلاج الفيزيائي
طب وهي تقبلت الخبر
تسألت ياسمين وهي تنظر لاعين شقيقتها الباكيه لتتنهد ياقوت وهي تنظر نحو مقاعد المائده الفارغه
فضلت تسألنا زي الطفل الصغير هتمشي تاني ولا لاء مهديتش غير لما حمزه اتكلم وطمنها
وتعلقت عيناها بأعين ياسمين التي تسمعها بأنصات
انا النهارده عرفت وفهمت كويس ليه مريم كانت پتكرهني اووي كده يا ياسمين حمزه بالنسبه لمريم اكبر من كلمه اب كانت فكراني هاخد حبه ليها وهسرقه منها انا مكنتش مستوعبه ان في تعلق بأنسان كده
ربتت ياسمين فوق كتفها زافره أنفاسها
في تعلق وحب زي المړض ياياقوت احيانا الإنسان ممكن ېقتل من كتر هوسه وحبه
حركت ياقوت رأسها صامته ومازالت صوره مريم أمامها كل شئ داخلها قد محي اتجاه مريم فطرتها أزالت كل ضغينه حملتها رغما عنها يوما ولم تعد تتمنى الا ان تعود مريم كما كانت
ياقوت هو لمسها
سؤال كان يلح في ذهن ياسمين بفضول لا تقصده ولكنه طبيعه بشريه
لا ياياسمين لما جيه يقرب منها رمت نفسها
تمتمت ياقوت بتلك العباره وهي شارده لتنهض بعدها
انا طالعه اشوف حمزه من ساعه ما رجعنا وهو قافل على نفسه
اخذتها قدماها اليه مهما عانت معه وواجهت الا انها تدرك ان زوجها رجلا بحق رجلا يستحق العيش معه ومنحه الأعذار حتى لو ثارت قليلا او تمردت
طرقات خافته حطت على باب غرفته لم يعبئ لها تنهدت وهي لا تسمع اجابه منه ثم دلفت تنظر إلى مكان جلوسه
حزنت عليه وهي تراه بذلك الانكسار تعلم انه يلوم حاله على ماحدث لمريم مريم الابنه التي لم ينجبها والامانه التي تركتها له سوسن
حمزه
هتفت اسمه فرفع عيناه نحوها عيناه اخبرتها بالكثير ولكنه لم يتحدث بشئ
اغلقت باب الغرفه واتجهت اليه تربت فوق كتفه
هتبقى كويسه ياحمزه الموضوع مسأله وقت
ظلت تتحدث وتتحدث وهو في عالم آخر ولكنه يسمعها
انت مصدر قوتنا كلنا ياحمزه وخصوصا مريم
وعند تلك العباره انهار كليا
انا تعبت ياياقوت
ارتمي بين ذراعيها كطفل صغير ولاول مره تراه بهذا الضعف
ضيعت الامانه هقول لسوسن ايه لما اقابلها
وابتعد عنها ينظر في عينيها يسألها
تفتكري انا اناني ياياقوت
نفت برأسها واسرعت في ضمھ إليها
انت عمرك ماكنت اناني ياحمزه اللي حصل لمريم ده قدرها قدر محدش بيهرب منه الاقدار بتعلمنا الحكم وتفوقنا هنقف جنب مريم وهندعمها
ابتعد عنها يمسح وجهه بكفيه حتى يزيل عنه أثر ضعفه فأردفت
مش الدكتور قالك كل ما اتحسنت نفسيتها هتخف اسرع
اماء برأسه وقد دب الأمل داخل قلبه لتضم كفيه بين كفيها بحنان
خلينا نكون سندها ودعمها خلينا نكون نقطه الدعم مش الانكسار
منذ أن تقاربت الأحاديث بينهم والازمات كان شئ واحد يدركه ان بين يديه كنز كنز لم يعلم قيمته الا حينا فقدها واڼهارت الجدران من حوله ضمھا اليه بعشق
انا ازاي مكنتش مقدر انك النعمه اللي ربنا كان شايلها ليا عشان يعوضني كنت فاكر نجاحي والفلوس الكتير هي العوض لكن طلعتي انتي العوض الحقيقي ياياقوت
ولم تشعر بعدها الا وهي تستيقظ على طرقات خجله من شقيقتها تهتف اسمها بهمس من أجل الصغيران اللذان لم يكفوا عن البكاء لحاجتهم لوالدتهم
ابتعدت عن ذراعيه تنهض من فوق الفراش
أسرعت لفتح الباب حتى لا يستيقظ على أثر طرقات ياسمين
وفور ان فتحته خجلت ياسمين بشده وهي ترى شقيقتها ترتب ثيابها وتغلق ازرار منامتها
وقف في شرفه مكتبه ينظر إلى شقيقته وابناءها وهم يدلفون للسياره عائدين للعاصمه مصېبه أخرى وضعته بها وهو حملها بطفل منه وهي تعلم أن زوجها في سجلات الحكومه مېت
ضړب بقبضته فوق سور الشرفه زافرا أنفاسه
هفضل طول حياتي احاول انسي انهم ولاده
واردف متوعدا
نهايتك قربت ياعزيز الكلب ولادك وانا اللي هربيهم وفاديه كفيل اني اخليها تنساك هموتك زي محرمتني من ابني
لمعت عيناه بالاڼتقام بعدما تأكد أن عزيز هو من خطڤ ابنه واعطاه لأحدهم
فتح قبضه يده لينظر الي تلك المصاصه المطاطيه الخاصه بطفله التي وجدها رجاله في منزل ذلك الرجل الذي أعطاه عزيز طفله رفعها نحو أنفه لعله يشم رائحه ابنه
طرقات عنتر فوق باب غرفته افاقته ليلتف بجسده اليه
فكرت ياعنتر
طأطأ عنتر عيناه أرضا يهز رأسه
ايوه يا بيه
انتظر فرات ان يسمع رده وعندما طال صمت عنتر
انسى خلاص ياعنتر انا هتصرف انت رجلي المخلص وعمري ماخسرك
انا موافق يابيه اتجوز الست فاديه
تنهد فرات براحه فقد خلصه عنتر من تلك المصېبه التي اوقعته بها شقيقته وحملها من رجل في نظر الدوله والناس مېت لو كان فرات القديم لكان حل أمرها بأبسط الطرق وهو اجهاضها
ولكن كل شئ به تغير
مش هنسالك خدمتك ديه طول عمري ياعنتر
وكل شئ كان مرتب لتلك الزيجه بالشرع والقانون
دلفت خلفه لغرفتهما بأرهاق بعد ليله طويله قضوها بالمشفى بجانب مريم
رمت بثقل جسدها فوق الفراش وخلعت حذائها ولكن عندما تذكرت هيئه ابنه شقيقتها بعدما علمت عدم مقدرتها على المشي لمده لا يعلمها إلا الله اڼهارت وبكت
ترك ثيابه النظيفه التي اخرجها من الخزانه يسألها بلهفه
ندي مالك فيكي ايه تاني مش قولنا هنبطل بكى عشان مريم
مش قادره ياشهاب مش قادره
ضمھا اليه وهو حزين على ما أصاب صغيرتهم رغم غضبه من أفعالها الا انه يضع كل شئ جانبا ويكون خير سند لها
اهدي وكفايه عياط عايزك قويه ياحببتي مريم محتاجانا
ابتعدت عنه تمسح دموعها ليصدح رنين هاتفه تلك اللحظه أجاب بعدما نظر إلى الرقم المجهول الذي يرن عليه بألحاح منذ الأمس
ايوه مين معايا اه فاكرك كويس انتي عامله ايه دلوقتي
نهض من جانبها يتحدث مع الطرف الآخر بأريحيه لتجحظ عيناها
اكيد فاكر وعدي ليكي تعاليلي على عنوان الشركه وهاتي اوراقك معاكي
أنهى مكالمته وقبل ان تتسأل عما سمعته وتعود لبكائها
ديه واحده خپطها بعربيتي لما كنت راجع من سفرية اسكندريه وحضرتك سمعتي الممرضه بتقولي أن الجنين ماټ طبعا شكيتي فيا كعادتك
أرادت الحديث وتوضيح له سبب ظنها وقلقها الدائم من فكره الزواج عليها
خليني اكمل ياندي الست جوزها رماها هي واللي في بطنها لانه قرف منها ومن شكلها بعد مبقاش ليها نفع في حياته عرضت عليها اساعدها بعد ما برأتني قدام الظابط وأنها كانت الغلطانه
وعقد ساعديه أمام صدره ينظر إلى ارتباكها وخجلها من سوء ظنها
محتاجه تبرير تاني ياندي
انا اسفه ياشهاب
ارتبكت وهي تطرق رأسها ارضا وتهرب من نظراته إليها
ڠصب عني صدقني بقيت خاېفه تتجوز عليا عشان تخلف طفل شهاب انا ممكن اموت فيها مقدرش اتحمل اشوفك مع واحده غيري
بكت بحړقة وهي تتخيل لو
متابعة القراءة