رواية أحفاد الچارحي بقلم آية محمد رفعت
المحتويات
كحال عيناه الصافية _بتبصى لي كدليه
آية ومازالت نظراتها تتأمله بصمت _مش مصدقة أنك بتعمل كدا بجد !
ياسين بخبث _بعمل أيه !
تطلعت للأرض بهدوء تخفى خجلها ثم قالت _أنك تسيب كل دا وتتمشى معيا .
طال الصمت فرفعت عيناها لترى ما به ولكنها كانت الكبش لعيناه الساحرة فتماسكت بالصمت وتركت العينان بلقاء طويل ..
أبتعد عنها قليلا وتقدم من المياه يتأملها بتحدى وكبرياء كأنه يعلن لها أن الماضى قد خفاه الأمواج ..
تتابعته بعيناها تتأمله وتستمع له بأهتمام فأكمل ومازالت عيناه تتنقل بين البحر الفسيح _أول ما شوفتك حسيت أن فى حاجه غريبة بتربطنى بيك حاولت أقنع نفسي أن الشبه الا بينك وبينها ممكن يكون أجابة لسؤالى
أستدار بعيناه ليتفحص تلك الملاك التى أستحوءت على قلب كبرياء الچارحي .....
أنقبض قلبها من صمته المريب ولكنه ترقص بصوتا مرتفع حينما رفع يديه يلتمس وجهها بحنان يزيح تلك الدمعة الهاربه من عيناها ..
وقف الزمان لتلك اللحظة الحاسمة .....لحظة تجمح بين عشق فاق الحدود وحطم القواعد .......
أنتى ملكتى القلب الا محدش قدر يوصله ...
كلمات جعلت الدموع تتسرب من وجهها كشلالات من أنهار هل استجاب الله لدعائها وحصلت عليه .
بقيت تتأمله ببسمة ممزوجة بدموع وسرعان ما تحاولت لخجل من نظرات الناس المتابعة لهم فأبتسم ياسين إبتسامة بسيطة لا تليق سوى به ...
رفع يديه يشير للسائق الذي يتابعه بالسيارة على بعد مسافات قليله فأسرع إليهم على الفور ...
لم تتردد آية بالصعود فهى بحاجة للتخفى من نظرات الناس ولكن لم تنجو من العشق
الرئيسي للشركات
توجهت دينا لمكتب شذا لترى أن كانت أنهت عملها أم لا ولكن تفاجئت بالمكتب فارغ فتذكرت أنها أخبرتها أنها ستغادر قبل الميعاد المحدد لهم بالخروج حتى تذهب مع شقيقها للطبيب أستدارت لتغادر ولكنها توقفت حينما إستمعت لزميلها يناديها
أستدارت قائلة بثبات _أيوا
حسام بنظرات أعجاب _غريبة أنتى لسه هنا مش
قاطعته بحذم _فى حاجة يا أستاذ حسام !
حسام بأحراج _لا بس استغربت لانك المفروض تكونى ببيتك
دينا بهدوء _والله دى مشكلتى أنا مش مشكلة حضرتك عن أذنك
وتركته دينا ثم توجهت للخارج بأنتظار الباص
خرج رعد فأتى حارس المقر بسيارته على الفور ..
تطلعت له بزهول ثم تناولت منه الهاتف لتتفاجئ بوالدها الذى نهرها بشدة على ما ترتكبه بحق زوجها كما أنه طلب منها الصعود معه بالسيارة ..
أغلقت الهاتف ثم صعدت للسيارة لتجده يتطلع أمامه ببرود وما أن صعدت حتى أنطلق على الفور ..
بقصر الچارحي
وصلت سيارة ياسين فهبطت آية ثم صعدت سريعا للأعلى لتتخفى من نظراته الجياشة .
لحق بها ولكنه لمح نور ساطع من مكتب عتمان الچارحي فتوجه للمكتب بزهول .
صعدت آية للأعلى فتوجهت لغرفة ملك ولكنها توقفت حينما رأت أحمد بملامحه الحزينة
بقلق فقالت بصوت يحمل الخۏف فى طيغاته _مالك يا عمى
رفع عيناه بتعجب فقال بزهول _عمك !!
بعد الا عمالته معاك وعمك
كادت أن تجيبه ولكن قطع حديثهم صعود حمزة المسرع للغاية قائلا بفزع _أيه الا حصل !!
أحمد _أهدا يابنى قضاء الله
آية بعدم فهم _فى أيه !
قص أحمد عليها ما حدث فدلفت على الفور لترى رفيقتها
بغرفة تالين
تناولت منها يارا المياه بعدما أرتشفت الدواء ..ثم وضعته على الكوماد
تالين بخجل شديد _مش عارفه أشكرك أذي يا يارا بعد كل الا عملته معاك واتخلتيش عنى
جلست لجوارها على الفراش الصغير قائلة پغضب _مش قولنا بلاش الكلام دا تاني ثم أنك كنت مجبورة تعملى كدا يالا بقا أرتاحى شوية وأنا هرجع القصر أشوف آية وملك عشان ننفذ اتفقنا ونخرج كلنا بكرا تصبحي بقا على خير
تالين ببسمة بسيطة _وانتى من أهله حبيبتى
وتركتها يارا وعادت للقصر لتتفاجئ لما حدث مع ملك فنهلع قلبها بزعر وتوجهت لغرفتها سريعا
بمكتب عتمان
دلف ياسين للداخل فوجده يجلس مع إبنته يتحدث عن ما مرء بذكريات محفورة پألم الهجر والفراق ...
ياسين بمزح محدود _أنا جيت بوقت غلط ولا أيه
رحاب ببسمة رضا _تعال يا حبيبي
تأملته رحاب قليلا ثم قالت بدموع _تعرف يا ياسين لما ببصلك بحس كأنى شايفه أبوك أدمى نفس الطباع ونظرات القوة الا بعيونك
زفر عتمان بحزن _عندك حق يا بنتى ياسين أخد طباع أبوه ومش بس كدا وذكائه بالشغل كمان
ياسين بتعجب _ دا أطراء بمعنى أعجاب
عتمان بعينا غامضة _سميه ذي ما تحب مش حفيد عتمان الچارحي لازم تخد راحتك بس افتكر ان عتمان بيحب الحدود
أنفجر ياسين ضاحكا قائلا من وسط ضحكته الوسيمه _الحدود مع كبير عيلة الچارحي محفوظ من زمان يا عتمان بيه
عتمان بخبث _كدا تعجبنى
رحاب بأبتسامة سعادة _كدا بقا دماغين هو أنا عارفه أفهم بابى لما هفهم اتنين !!
بمنزل محمد
لم تستطيع النوم بعدما أوصلها لمنزلها وغادر بصمت رهيب لم يتفوه بكلمة واحدة فجعل الحزن يتشكل على قسمات وجهها
جذبت هاتفها بصراع بين عقلها وقلبها المرتجف فأنتصر القلب ....
أتاها صوته الجاف قائلا ببرود _نعم
صمتت قليلا تتحكم بڠضبها ثم قالت بهدوء ذائف _أيه نعم دي !
رعد _بحاول أكون رسمى بتعاملى معاك ذي ما حضرتك عايزة
دينا پغضب _على فكرة أنت مغرور اووي
رعد _ودي عرفتيها لوحدك ولا حد قالك
دينا بعصبية _ومستفز جداا
رعد ببرود _حاجه كمان
دينا _اه بارد ومغرور ومستفز وعيونك جميلة اووي
رسمت البسمة على وجهه فقال بخبث _وأنت مالك ومال عيونى
علمت ما تفوهت به نعم اردت ان تبوح عن مشاعرها ولكن أخجلها تعبيره فتحلت بالصمت القاټل
رعد بسخرية _أيه دلوقتى لسانك أتقطع
دينا پغضب _ما تلم نفسك يا أخينا أنت
رعد _فى واحده محترمة تقول لجوزها أخينا
ثم اكمل بخبث _ولا جوزها ايه بقا خدى راحتك مأنتى مش معترفه بجوازنا فبفكر أتجوز واحدة كدا تكون رسمية شوية
دينا پغضب جامح _عشان يكون اخر يوم فى عمرك وعمرها
إبتسم رعد ثم قال _أنت جايبه القوة دي منين يا دينا يعنى ملامحك بريئة أووي على عكس طبيعتك
دينا بخجل _وهى أيه طبيعتي
رعد _أنت شايفة أيه
دينا _شايفه أنك متكبر وأنا لازم أغيرك
أنفجر رعد ضاحكا بصوته الجذاب فخفق قلبها بقوة وظلت تستمع له بأهتمام ليكمل من وسط ضحكاته _مش عارف ليه أخده الفكرة دي عنى والله أنا الوحيد المتواضع عن الا هنا ههههه يعنى متصور بعد الفرح لما تيجى هنا وتشوفى عز او ياسين فكرتك هتتغير عنى جدا
دينا _ياسين متواضع جدا على فكرة أنت الا متكبر كدا وواخد فى نفسك مقلب عشان حلو حبتين
صمت قليلا ثم قال بمكر _أيه دا أنا بتعكس صح !
خجلت للغاية فلم تجد سوى الجدال لتهرب من حديثها المندفع .وكالعادة يفوف الحديث بينهم بالجدال والمشاكسة..
بغرفة ياسين
دلف لغرفته بعدما أطمئن علي ملك ليجدها ترتل القرآن الكريم بصوتا يملأه الخشوع
فقالت بصوت خاشع
بسم الله الرحمن الرحيم
فاصبر كما صبر اولو العزم من الرسل
قاطعها صوتا عزفت أوتار الألحان لأجله يزلازل الأبدان بقوته تجويد صحيح جعلها تستشعر حلاوة كلمات الله المذهبة
ياسين _
فاصبر كما صبر أولو العزم من الرسل ولا تستعجل لهم كأنهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلا ساعة من نهار بلاغ فهل يهلك إلا القوم الفاسقون
35 الأحقاف
صدق الله العظيم
تطلعت له بزهول وصدمة قائلة بتوتر _أنت
أنت
قاطعها قائلا بحذم_أكيد عارف دينى مش ضايع للدرجادي
إبتسمت بسعادة فبادلها البسمة ثم تركها وأبدل ثيابه ..
جلست على الفراش والبسمة تزين وجهها ولكن سرعان ما تبدلت لحزن حينما أستمعت لصوته بالهاتف
ياسين _أوك يا ماريا نتقابل بكرا ونشوف
وأنت من أهله
وأغلق الهاتف ثم وضعه على الكوماد
آية بأرتباك _هى مين دي !
رفع عيناه المذهبة بحذم وجدية لا تحتمل أي نقاش _أسمعى أنا ممكن أكون متساهل اوى فى حاجات كتيرة بس فى حاجات قواعد وأسس بقوانينى مش بسمح لأى مخلوق مهما كانت مكانته يتخطها أظن رسالتى وصلتك
أكتفت بالأشارة له ثم توجهت للفراش بحزن ودموع مسيطر عليها ..
شدد على شعره البنى الغزير پغضب لعدم تمكنه فى كبح غضبه ولكن لا عليه قواعده فتاكه لا يسمح لأحد يتخطاها
أطفئ الضوء ثم تمدد على الأريكة بشرود
بغرفة يحيى
حاول الجميع بقدر ما أستطاعوا أخراجها مما هى به وبالأخص رعد وياسين ولكن لا فائدة من ذلك فمازالت حزينة ....
أرتمت تخرج ما بقلبها من حزن دافين فوجدت الحصن الذي اوشك على الاڼهيار لمعرفته بأن عليه ټدمير سعادتها .....مع مجهول أليم
مرء الليل الكحيل وسطعت شمس يوما جديد ...
خرجت ملك مع يحيى للحدائق الخارجية بالقصر ...تناولوا فطورهم بجو مشبع بالخضرة والشمس المذهبة ...
نعم نجح فى رسم البسمة على وجهها وتغير مزاجها الحزين ...
أنضم إليهم رحاب وعتمان فالطارلة تسع لأكثر من عشرون شخص..
رعد ببسمة جميلة
_صباح الخير
رحاب _صباح النور يا حبيبي أقعد أفطر معنا
رعد _ورايا مشوار مهم هخلصه وهرجع أتغدا مع حضرتك
عتمان بجدية لا تحتمل نقاش _مشوارك مش هيطير اقعد افطر الاول
جلس رعد بدون جدال فمن هو ليقف بمجدله مع عتمان الچارحي
عتمان _ها يا يحيى اخبار المصنع الجديد أيه
لم يتلقى الجواب على سؤاله فرفع عيناه ليجده هائم بملكوت أخر
أفاق على هزة يد بسيطة من حوريته الصغيرة فرسم البسمة المصطنعه على الفور
عتمان _مالك يا يحيى
يحيى بأرتباك _ منمتش كويس فهطلع أريح شوية بعد أذن حضرتك
أشار له عتمان بالصعود أما رحاب فقالت بأبتسامه جميلة _أتفضل يا حبيبي
أشار يحيى لرعد اشارة ففهمها على الفور فأبدل مكانه ليكون جوار ملك يبادلها الحديث المرح حتى لا تعود للتفكير بما حدث مجددا
بالقصر
هبطت آية للأسف فتقابلت مع يحيى على الدرج
آية بأبتسامة بسيطة _صباح الخير
يحيى ببسمة جميلة _صباح النور يا آية
آية _طمني عن ملك
يحيى بنفس البسمة _كويسة الحمد لله فاقت عن إمبارح
هبطت يارا هى الأخرى قائلة بلهفة _أبيه يحيى ملك عامله أيه
رفع يده على وجهها ببسمة فرح على حب تلك الفتيات لبعضهم البعض _بخير يا يارا
يارا _طب هى فين
يحيى _تحت
يارا _يالا يا آية ننزل نشوفها
إبتسمت آية ثم هبطت معها للخارج
أكمل يحيى طريقه لغرفته ولكنه توقف حينما أستمع لصوت عز الغاضب
فأتجه لغرفته ليستمع لمحادثته العڼيفة
عز پغضب _الرجولة مش ټهديد بالتلفون يا كلب لو راجل بجد ورينى نفسك
وأغلق الهاتف بوجهه ثم ألقاه على الفراش پغضب شديد
يحيى بعين كلهيب الچحيم _مين الا يجرء ېهدد حد من عيلة الچارحي
أستدار عز ليجد أخيه
متابعة القراءة