رواية للقدر حكاية(الفصل الثاني والخمسون إلى الخامس والخمسون) للكاتبة سهام صادق

موقع أيام نيوز

الفصل الثاني والخمسون 1 
_رواية للقدر حكاية.
_بقلم سهام صادق.
ركض بلهفه في الرواق بالمشفى يتبعه كل من حمزه وشهاب بخطوات سريعه... لا اجابه حصلوا عليها من المشفى الا مۏت ماجده وافاقه مها منذ ساعات
كان الطبيب يقف يعاينها وهي تنظر إليه لا تتذكر شئ.. ابتعد الطبيب عنها بعدما فحص مؤشراتها الحيويه يسألها

مش فاكره اي حاجه حتى اسمك
نفت مها برأسها تطالع الاضاءه بأعين مشوشه لا تتحمل الرؤيه وكأنها كانت في الظلام منذ زمن
اندفاع شريف داخل الغرفه جعل الطبيب ينظر اليه بريبه على دلوفه بتلك الطريقه ولكن فور ان هتف اسمها صمت عن توبيخه
مها
تعلقت عيناه بها كما تعلقت عيناها مع خطواته ولهفته.. جذبها لاحضانه ناسيا حالتها والآلام التي تصحب جسدها ولولا المسكن الذي وضع لها منذ دقائق لكانت صړخت من كسورها 
مها.. الحمدلله انك بخير ياحببتي 
هتف اسمها بلوعة ولهفه يأسرها بين ذراعيه اغمض عيناه وهو يتخيل لو كان فقدها نفض الفكره من خياله وظل يبثها شوقه ولكن تخشبها بين ذراعيه جعله يبتعد عنها
مالك ياحببتي 
تعلقت عين مها بالطبيب تسأله بتعب قبل أن تغمض عيناها وتغفو من أثر المسكن
مين ده 
شل سؤالها كامل جسده... كما شلت حركت عيناها نحو الطبيب فكيف لزوجته تعرف اتجاه الطبيب وتحادثه 
هو في ايه مالها مراتي 
هتف بصړاخ فزفر الطبيب أنفاسه قاطبا حاجبيه بضيق 
ما لو حضرتك انتهبت اني بناديك من ساعه مادخلت عشان نخرج بره غرفتها واكلمك على انفراد كنت فهمت 
فهمت ايه.. 
واردف مستفهما يكاد يجن مما يشعر به 
مراتي مش فكراني... مها فاقده البصر ازاي شيفاك وشيفاني 
مدام حضرتك فاقده الذاكره... وبالنسبه انها فاقده البصر فأظاهر ان الحاډثه زي ما اخدت منها حاجه اديتها نعمه تانيه.. علميا بنعتبرها معجزه الاهيه 
عند نطق الطبيب حديثه كان حمزه وشهاب يقفوا متخشبين مما يسمع مها فقدت الجنين وذاكرتها ولا تتذكر شريف.. واصبحت مبصره 
.............................
وقف يتأمل شقيقه من خلف زجاج غرفته بالمشفى بقلب يفطر من الآلم لا يصدق الي الان ما اخبره به الطبيب لم يعد شقيقه قعيدا فقط بل لم يعد قادر عن الكلام والشلل اصاب جسده بأكمله 
زفرة طويله مثقله خرجت من بين شفتيه ثم اغمض عيناه بقوه يلوم نفسه على تركه بالقصر بمفرده والتمتع بحياته بعيدا عنه 
فالخدم وجدوا شقيقه في الحديقه منبطح أرضا ولا احد يعرف اسباب وجوده بالحديقة ذلك الوقت 
شعر بيد تربت على كتفه وهمس خاڤت 
سيكون بخير سهيل 
ألتف نحوها بنظرات بارده قټلتها وكأن سهيل القديم قد عاد.. خشت ان تكون ماعاشته معه هذه الأيام مجرد وهم وسيزول وينطفئ ابتلعت لعابها حتى تتجاوز أفكارها 
اجلس قليلا سهيل.. ساقك مازالت تؤلمك والوقوف... 
لم يمهلها لتكمل عبارتها
انا بخير... 
هاتفها برد مقتضب ليردف بعدما عاد يطالع شقيقه 
السائق ينتظرك بالخارج سماح اذهبي معه 
طالعته طويلا وقد شحبت ملامحها ذلك الآلم الذي قټلته منذ زمن داخلها عاد ينغرس ثانية بقلبها.. انسحبت بهدوء من جانبه ولكن لما تغادر المشفى
................................ 
مسدت كتفيه بحنو تشفق عليه عما حدث لهم من مصاپ...
كان غارق في أفكاره... 
الصحف لم تتهاون في عدم ذكر اسم العائله والعبث وراء اسمه وحياته القديمه 
خرج صوت ناديه بدعم 
مالك ياحمزه مها والحمدلله عرفنا مكانها وبكره ذاكرتها ترجعلها ... والصحفي ده فؤاد هيتعامل معاه عشان يكون عبره لأي حد يفكر يتكلم عن العيله كمان ويفتحوا الدفاتر عنك
واردفت پغضب 
هما ناسين انت مين 
رفع عيناه نحوها ولكن فضل الصمت فما أصبح يحتاجه الان هو الراحه 
تنهدت وعادت تمسد فوق اكتافه بحنو مسترسله في حديثها
مش آن الأوان تعيش انت وياقوت هنا..هتفضل لحد امتى هنا وهناك 
لم ينتظر ان تسترسل في حديثها اكثر 
البيت ده بيت سوسن ومن بعدها بيت ولادها ياناديه...
بس ياحمزه 
وعندما رأت عدم رغبته في الحديث..قررت المغادره وتركه بمفرده لتتذكر تجنب ياقوت لها ونظراتها اللائمه 
حاول تفهم ياقوت اني كنت بعمل كده لمصلحتها..
واردفت ساخره وهي تلتف نحوه ثانيه 
مراتك بقت شيفاني الساحره الشريره 
ابتسم لتشبيه شقيقته.. ف شقيقته ب كحلها الأسود ونظرتها الحاده التي تطالعه الأن ماهي الا بالفعل تجسيد للساحره
ياقوت طيبه ياناديه وهتنسي.. هي كرمتها مچروحه مننا 
وتنهد وهو يتذكر ما جنته من تلك الزيجه 
انا ظلمت ياقوت معايا كتير... ذنبها ايه تتحمل راجل زي حموله وهمومه كتيره
انت زين الرجال ياحبيبي اوعي تقول كده 
انت اللي حارم نفسك من الحياه ياحمزه. خليك لمره اناني واعمل الحاجه اللي هتريحك... 
خرجت من غرفته حزينه تعلقت عيناها ب ياقوت وانصرفت بعدها نادمه لتدخلها بحياه شقيقها
وقفت ياقوت تطالع خطواتها وعادت تنظر نحو باب مكتبه 
لم تدلف له وإنما صعدت للغرفه المقيمان بها في الفيلا حتى تهدء الأمور ويعود كل شئ لوضعه 
دلف للغرفه بملامح مرهقه يحمل سترته فوق كتفه... تركت ما كانت تطالعه عبر الهاتف وقد كانت بعض الفيديوهات الاجنبيه عن التصميم تتعلم منها لتزيد خبرتها 
الصداع خف ياحمزه 
هبقي كويس يا ياقوت متقلقيش 
اجابته بعفويه واشفاق حمله قلبها له
لو مقلقتش عليك هقلق على مين 
تعلقت عيناه بها وقبل ان ينطق بكلمه كانت تقترب منه أكثر ورفعت كفيها تدلك له جبهته ببطئ... شعور جميل رغم آلم رأسه كان يخترقه.. انفاسها كانت تلفح وجهه بدفئ فأغمض عيناه تاركا لروحه متعة هذا الشعور 
ياقوت 
تمتم اسمها ومجرد ان انتبهت له كان يجذبها اليه فسقطت بين احضانه
شكرا انك معايا في الأيام ديه ونسيتي مشاكلنا 
انا معملتش حاجه عشان تشكرني 
هتفت عبارتها بعدما فاقت من شرودها
جيه الوقت اللي احرر قلبي من كبريائه
كانت عيناه تلمع بوميض غريب لم تعرف له معنى من قبل... طالعها لثواني الي ان تحرر كل شئ داخله
بحبك... واتجوزتك عشان قلب حمزه الزهدي مدقش تاني بعد ما ماټ مع الماضي غير ليكي 
والكلمه كانت لها صدى اخر داخل قلبها الذي سكن ثم عاد يخفق بقوه وعيناها ظلت متعلقه بعينيه 
انت قولت ايه 
لم يكن ينتظر منها ذلك الرد ولكن ابتسم وأعاد كلمته واقترب منها اكثر 
بحبك 
أعاد الكلمه لمرات عديده وهو يغمرها بعاطفة حبه
ليه قولتها دلوقتي 
أخرجت سؤالها بصعوبه من دوامة عشقه... ليبتعد عنها محدقا بها
مش عايزك تضيعي مني ياياقوت
تأملته وهو يطعمها لا تصدق الي الان انها زوجته.. هل هي زوجة هذا الوسيم.. ابتسمت مما جعله ينظر لها بغرابه 
يارب ديما اشوفك بتبتسمي يامها 
تخضبت وجنتاها كأنها طفله صغيره واطرقت عيناها نحو طبقها 
بصيلي يامها 
شرد فيما اخبره به الطبيب عن حالتها وما يجب فعله الايام القادمه.. ف مها قضت لسنوات طويله في عتمة الظلام والان فتحت الاضواء حولها واصبحت كطفل صغير مبهور بما يحيطه.. كما أن فقد ذاكرتها له أثر كبير علي حياتهم 
هو انا ماليش اهل ياشريف 
فاق من شروده عن سؤالها فأزدرد لعابه بصعوبه وارتبك وهو يطالع نظرتها البريئه اليه يخفى عنها الحقيقه ثانية غارقا في كذبته 
لا يامها 
زمت شفتيها بعبوس فالاجابه لم تروق لها 
طب اتجوزنا ازاي 
لم يخلصه من حصار اسئلتها الا دلوف الطبيب يسأل بأبتسامه هادئه عن صحتها اليوم 
..................................
تعلقت عين عامر ومكرم بها وهي تهبط الدرج تخفض عيناها بحرج.. منذ أن طردتها فاديه وهم يستضيفوها في منزلهم من حسن حظها ان في اللحظه التي طردتها فاديه من منزل شقيقها كان مكرم قادم اليهم... تعلقت عيناها بعين عامر الذي اطوي الجريده واخذ يرتشف من كأس الشاي خاصته 
عامر قالها لها بصراحه ان ضيافته لها
في
تم نسخ الرابط