رواية جوازة نت بقلم منى لطفي
المحتويات
وأمسك بمرفقها بقوة بينما تحدثت زينب بابتسامة تشف بأسف زائف
مالك يا غندورة انت ضيفة وواجب نكرموكي لم تنتظر رد منها ووجهت كلامها الى رماح آمرة
فينهم يا رماح أجاب رماح بخشونة
تحت أمرك يا كبيرة واجفين بره منتظرين إشارة واحده منيكي
سارت الى الباب ففتحته وأشارت بسبابتها للدخول فدخل رجلان أضخم من رماح فالأخير بالنسبة لهم لم يكن سوى أقزمهم أشارت بسبابتها الى رماح فاتجها اليه فيما فتحت شاهي عينيها على وسعهما وهتفت صاړخة
لسانك ديه تحطيه جوه خاشمك وما أسمعشي نفسك واصل انتي بتجولي فاطنة تعلبة أني بجه هوريكي شغل التعالب صوح رمااح
أؤمري يا كبيرة أجاب رماح في التو واللحظة تابعت زينب وهي لا تزال قابضة على ذقن شاهي التي تنظر اليها بعينين كعيني قطط الشوارع وقالت بابتسامة ظفر
أمرك يا كبيرة أفلتت زينب يدها ليكمم رماح فمها بيده الغليظة وهو يشير للرجلين قائلا بغلظة وكأنه قائدهم
عوضين صابر فأومأ الرجلين برأسهم وسرعان ما أخرج أحدهما كيس خشن كبير واقترب منها فحاولت الصړاخ ولكن شدد رماح قبضته على فمها في حين تحدثت زينب بصوت مسموع بافتخار
ولا حرف من اللي حوصل إهنه يطلع لحد واصل ولا حتى سيف بيه وطبعا الحاج ما يعرفش كلمة مفهوم ولا لاه
أومأ رماح برأسه مرارا وهو يقول پخوف ينافي هيئته المرعبة
قالت زينب بټهديد
انت عارف لو حرف واحد خرج من خشمك إنت ولا حد من الرجالة التانية هعمل فيك إيه أجاب رماح پخوف بينما نظراته تدل على خفة في العقل
هتضربيني يا كبيرة همست زينب بوعيد
لاه الضړب ديه مش لسنك يا رماح انما هخليك لا تحصل راجل ولا مره فهمت
فتح رماح عينيه على وسعهما وتمتم پذعر
زينب وهى تأمره بالانصراف
خلاص روح دلوك وزي ما جولتلك الوكل والشرب يتحطوا لها مرة واحده بس في اليوم والحاجه اللي تخليها تصلب طولها بس احنا مش هنعلفها خليها تكفر عن بلاويها مفهوم كلامي
أومأ رماح متمتما بنعم وانصرف لتنفيذ أمر سيدته التي زفرت بعمق وحمدت الله في سرها على أستطاعتها ازاحة هذه العاهرة قبل ان ينتبه زوجها ثم حانت منها نظرة الى خارج الباب حيث اختفى سيف ومنة منذ فترة وقالت وهي تتنهد
يا ترى يا سيف يا ولدي عملت إيه مع المسكينة دي
سيف يا ولدي ايه اللي مجعدك إهنه هتفت زينب بذلك ما أن أبصرت سيف جالس على الأرض مستندا بظهره الى باب غرفة النوم ما ان سمعها سيف حتى انتفض واقفا واقترب منها وهو يقول برجاء
منة منة يا أمي من ساعة ما دخلت
وهي قافلة على نفسها انا ھموت من قلقي
أبعدته عن طريقها واتجهت الى الباب لتطرقه بدقات حانية وهي تناديها قائلة
منة منة يا بتي افتحي الباب يا حبيبتي أني أمك الحاجة لم يكن هناك أي استجابة فانتقل قلق سيف اليها نظرت الى ولدها وقالت
ماتخافش يا ولدي ثواني وجاية وانصرفت وما هي الا دقائق معدودة مرت على سيف كسنوات ضوئية حتى أتت زينب مهرولة واتجهت الى الباب ففتحته بمفتاح آخر قالت وهي تدير المفتاح في قفل الباب
الحمدلله إن معايا نسخة من كل مفاتيح الابواب اللي إهنه إطمن يا ولدي فتحت الباب ولكنها عندما دفعته أبى أن يفتح سوى شق بسيط نادت بقلق
منة منة يا بتي سمعت صوت أنين مكتوم فنظرت الى سيف الواجم أمامها وهتفت
إلحج البنية يا ولدي لم تكمل عبارتها إلا وسيف يدفع الباب بكتفه وهو يقول
عنك يا أمي وانفتح الباب ليكشف عن منة الساقطة مغشيا عليها خلفه
ضړبت زينب على
جرى ايه يا سيف ولدي ديه وجت الحديت ديه مرتك هتبجى زي الفل ان شاء الله روح إنت جيب الدكتور وأني هفضل معاها لحد ما تاجي
رفع سيف عينين معترضتين وقال
لا أنا مش هسيبها خلي رماح يروح للدكتور
لم تستطع زينب اخباره بمكان وجود رماح الآن فهتفت به
شوية صغيرة يا منايا وجاي اوعي تسيبيني
ثم نهض سريعا متجها الى الخارج وقال قبل ان يخرج لأمه
خلي بالك منها يا أمي أنا مسافة السكة
خرج الطبيب من غرفة منة وكانت ترافقه زينب أجاب على سؤال سيف الظاهر في عينيه
المدام عندها حمى شديدة للأسف أنا كتبت لها ادوية خافضة للحرارة لو الحرارة من هنا للصبح ما نزلتش لازم تدخل المستشفى الحرارة ارتفعت مرة واحده وبصورة غريبة وفوق ال 40 كمان لازم تنزل بأي طريقة أنا ادتها حقنة دلوقتي وحقنة تانية تاخدها بعد 12 ساعة غير الادوية اللي لازم تاخدها في مواعيدها وأهم حاجه الغذا واضح جدا ان المدام بتعاني من سوء تغذية ولو اتكرر موضوع الاغما دا تاني يبقى لازم تحليل ډم كامل شكر سيف الطبيب وأشار لمهجة بمرافقته الى الباب بعد أن أعطاه أجرته
دخل الى الغرفة فوجد والدته وهي تقوم بعمل كمادات باردة لها تناول منها المنشفة القطنية الصغيرة وقال
قومي انتي يا أمي ارتاحي أنا هسهر جنبها ربتت أمه على كتفه قائلة
أني هروح أعملها عصير برتجان الدكتور جال العصاير مهمة جوي لحالتها الحمدلله أن البنات راحوا مع سميحة أختك ولا كانو اخترعوا عليها دلوك
وانصرفت تاركة اياه غير واعي لمغادرتها فجل اهتمامه راقدا أمام عينيه لا حول له ولا قوة
عشان خاطري يا بنيتي خلصي وكلك احنا ما صدجنا انتي كنتي فين وبجيتي فين
نظرت منة الجالسة
فوق فراشها الى حماتها بابتسامة صغيرة بينما يشي ذبول وجهها الواضح بمدى مرضها الذي شارف على الانحسار وقالت بصوت واهن ضعيف
معلهش يا ماما الحاجة مش قادرة حاسة اني لو أكلت لقمة كمان هرجع
أجابت زينب وهي تضع ملعقة الطعام جانبا
أني مش عاجبني حالك يا بتي إنت عارفة ان عمك الحاج هيتجنن عاوز يشوفك لولا الدرج عفش عليه كان طلع لك جولناله انه جاتك نزلة برد وعرة جوي هي اللي رجدتك إكده تمام زي ما جولنا لهلك لما كلمونا يطمنوا عليكي وعلى الحاج إكمنك جعدت كم يوم مش تكلميهم شوفي يا بتي أني مش عاوز أتكلم في حاجه تكدرك لكن لازمن تسمعي الكلمتين اللي هجولهوملك دول سيف ولدي غلط وغلطة كبيرة جوي بس مين منينا مش بيغلط يا بتي اني عمري ما شوفت سيف بالحالة اللي هو فيها دي صدجيني مش بتكلم اكمنه ولدي لكن شكله يا نضري لا يسر عدو ولا حبيب وجولتلك جبل سابج لو حد من بناتي حوصله اللي حوصلك ديه كنت هجول نفس الكلام انتي المهم تاخدي بالك من صحتك أما سيف فديه هنربيه من اول وجديد زي ما اتفجنا وأي حاجه تانية شيليها من بالك ما تستاهلش انك تفكري فيها
نظرت منة اليها وقالت بابتسامة ساخرة صغيرة
أنسى أنسى ايه يا ماما الحاجة أنسى انه خانني ولا انه جاب واحده من الشارع وعمل راسها براسي ولا أنسى منظرها لما جات له هنا
ربتت زينب على يدها وقالت
معلهش يا بتي واحدة واحدة المهم دلوك صحتك انتي
قاطع حديثهما رنين محمول منة فاجابت المتحدث الذي لم يكن سوى نادر الذي سارع للاطمئنان عليها فور معرفته بمرضها من خالته والتي لا تزال لديهم هي وعبدالعظيم زوجها بينما عاد احمد الى القاهرة لينهي أوراقه اللازمة لعودته الى البلد الخليجي حيث يعمل كانت مكالمة قصيرة تبادلا فيها الاخبار واعتذرت منة من نادر على تقصيرها في
عملها بالنسبة الى مكتبه حيث كانت قد أحضرت النماذج معها للعمل عليها ولكنه قاطعها مؤكدا أن أهم شيء سلامتها وألا تلتفت الى أي شيء آخر وقام بسرد نادرة من نوادره الطريفة ليذهب عنها الحزن الذي سمعه في صوتها ضحكت منة على طرفته وأنهت المكالمة وهي لا تزال تبتسم نظرت اليها زينب وابتسامة صغيرة ترتسم على محياها وقالت وهي تشير الى المحمول في يدها
الحمدلله اني سمعت ضحكتكي شكل المكالمة ديه وشها حلو عليكي
أجابت منة بتلقائية
دي من نادر ابن خالتي كان بيطمن عليا عرف من ماما اني تعبانه بصراحه نادر الوحيد اللي لما تقعدي معاه يقدر تخليكي تضحكي وانت في عز زعلك
سكتت زينب قليلا ثم سألت باهتمام
هو ولد خالتك ديه متزوج أشارت منة برأسها نفيا وقالت
لا ابتسمت زينب ابتسامة نصر صغيرة على شفتيها وقالت وهي تغمز بعينها اليمنى في خبث
حلو جوي فاكرة الخطة اللي جولتلك عليها عشان نربي سيف ولدي أومأت منة بالايجاب وهي في حيرة من أمر حماتها التي تابعت بحماس
اتفرجي بجه علي وأتعلمي يا بت المدارس أني صحيح حرمة جاهله لا دخلت مدارس ولا جامعه ومتربية في الصعيد إهنه مش في البندر لكن وبفضل الله حماتك مخها يوزن بلد ولما وعدتك اني هجيبلك حجك من ولدي ما كانشي كلام وبسلاه بكرة هتتوكدي من كلامي صوح ودلوك بجه جه الوجت اللي هنربيه فيه لحد ما يجول حجي برجبتي
لم يتثنى لمنة التعقيب على كلام حماتها اذ سرعان ما طرق الباب بطرقات صغيرة أتبعها دخول سيف تجهم وجه منة ما ان شاهدته فهي لم تخاطبه ولم تنظر اليه منذ ما حدث فما ان أفاقت من اغماءتها وقد شاهدته راقدا بجوارها حتى قاطعته ولم تقبل بالحديث معه أبدا ولكنه لم يكف عن زيارتها والاطمئنان عليها بينما ذهبت البنتان لدى سميحة للاقامة معها لحين شفاء أمهما وكانا يأتيان لرؤيتها يوميا والعودة مع شقيقته ثانية والتي أحباها وأحبا اللعب مع أولادها
أشاحت منة بوجهها جانبا في حين تعامل سيف مع الأمر بصورة عادية سار حتى وقف الى جوارها ونظر الى صينية الطعام
متابعة القراءة