رواية قلوب حائره الجزء الثاني بقلم روز أمين
المحتويات
فين لو مش هيصرفوها علي النسوان
إمتعضت ملامحها وهي ترمقه باشمئزاز وتحدثت ساخرة
لا والله!
واسترسلت متهكمة وهي تشير له بكفها باتجاه مأدبة الطعام
طب قوم هات فاخدة المسكين التانية وتعالي قابل أمك بدل ما هي قاعدة تحارب لوحدها كدة
قالت كلماتها وهبت واقفة بعد أن قررت أن تنضم إلي طاولة ثريا وسهير وابتسام تاركة خلفها ذاك البارد عديم المشاعر
رايحة فين يا هالةخلاص يا بت تعالي أرقصك
لم تعير لحديثه إهتمام واكملت طريقها فزفر هو ثم حول بصره إلي والدته التي تأكل بنهم وتحدث باستياء
ما خلاص يا أمادي الفخدة لو أسيرة عند الصهاينة مش هيعاملوها معاملتك دي
أجابته وهي تتناول اللحم بتلذذ واستمتاع
بملامح وجه مكفهرة أجابها
تصدقي بالله يا راقيةإنت قفلتيني من الأكل شهر لقداموالبوفيه ده ما هقرب له ولا هدوق منه حتي كاس الماية
نطقها واسترسل وهو يستعد للوقوف
روح يا موكوس روح... نطقتها متهكمة وتابعت ما تفعلتحرك وليد إلي زوجته واصطحبها بملاطفة إلي أن وصلا للاستيدح وبدأ يراقصها تحت سعادتها البالغة
أعلن منظم الحفل عن فقرة تقطيع قالب الحلوي الخاص بالعروسان
تحرك كارم بجانب عروسه السعيد ووقفا أمام كعكة الزفاف الضخموأمسك السکين المخصص للتقطيع وقاما بالتقطيع معا تحت تصفيق الجميع لهما وتمنياتهم بالسعادة والتوفيقأمسك الشوكة وغرسها بقطعة من كعكة الشيكولاتة وقربها بفم كلاهما واقتربا الثنائي ليلتقطاها معا في مشهدا رومانسيا تخطاه كارم سريعا لشدة غيرته علي زوجته
مبروك يا
________________________________________
حبيبي
اجابته بنبرة خجلة
ميرسي يا كارم
أعلن المنظم أيضا عن إفتتاح مأدبة الطعام وطلب من الجميع التحرك إليهاتحرك بالفعل الجميع وبدأوا بتناوله بتلذذ وأستمتاع
بعدما إنتهي الجميع من الطعامكانت تقف بجانب علياء وشريف يتحدثون بتسلي ويضحكونأردفت علياء وهي تحتضن كف زوجها بحفاوة
نظرت لها باستغراب فاسترسلت الاخري وهي تنظر لزوجها بافتخار
حبيبي جاله عرض النهاردة حلو قوي من القناة الفرنسية
إنطفأت ضحكتها واردفت بنبرة متلبكة
هتسافر فرنسا يا شريف
أجابها بتردد
لسة مش عارف يا مليكةهقعد الإسبوع الجاي مع مالك القناة وأشوف تفاصيل العرض
هزت رأسها وتحدثت بنبرة صوت مخټنقة
نظر لعيناها وجد حزنا عميقا فهتفت علياء لتخرجها من دائرة حزنها التي تملكت منها
مالك يا بنتي قلبتيها دراما كدة ليه
مش كل الشغل مع القنوات دي بيتطلب السفرممكن تسجلي حلقات وتبعتيها وتتذاع مسجلةأو حتي تطلعي عبر التطبيقات الحديثة
هزت رأسها بعدم إقتناع بذاك الهزي وكادت أن تبدي رأيهالكنها فوجأت بوالدها الذي إنضم إليهم وأحاط كتفها ثم تحدث بابتسامة حنون وهو يقربها منه
عقبال ما نفرح بأولادك يا بنتي
وكأن ظهوره محي حزنها وأبدله بسعادة وسكون فتحدثت بابتسامة مشرقة
في حياتك يا حبيبي إن شاء الله
قبل جبهتها ثم انتبه جميعهم إلي صوت ذاك المتيم وهو ينادي باسمها عبر الميكرفونإلتفتت سريعا لتفتح عيناها باندهاش وهي تراه يعتلي الاستيدج ممسكا بيده باقة من أروع الزهور وأندرها وينتظرها بابتسامة جذابة ثم تحدث يستدعيها قائلا
بعد إذنك تعالي
نظرت إلي أبيها بسعادة فربت علي كتفها بابتسامة وحثها علي الذهاب تحت سعادة شريف وعلياء التي أمسكت كفها بسرور لأجلها
تحركت وصعدت إلي أن وصلت إلي وقوفهكان يجاوره الوقوف أحد العاملين ممسكا له بالميكريفونإبتسم بحبور وقام بتقديم باقة الزهور لهاإقترب عليها وقبل جبينها باحترام ثم ابتعد سريعا وأمسك كفها باحتواءناوله العامل الميكرفون فقام بتقريبه من فمه وتحدث إلي الجميع
أنا عاوز أشكر مراتي قدامكم كلكم وأقول لها
بتلك اللحظة لف جسده وتطلع عليها بعيناي تهيم عشقا ثم استرسل بنبرة متأثرة جراء غرامة الفياض
إنك أحلا حاجة حصلت لي في حياتيشكرا يا مليكةشكرا علي إنك وقفتي مع بنتي من أول ما اتخطبت لحد ما سلمناها لإيد عريسها النهاردة
واسترسل بعيناي ممتنة
شكرا علي إنك إتحملتي مزاجي الصعب وعصبيتي وظروفي وظروف شغلي كل الفترة اللي فاتتشكرا علي السعادة اللي قدمتيها لي طول سنين جوازنا
تنهد براحة ومال برأسه لليمين قليلا ثم تحدث تحت سعادتها ودموعها المترقرقة بعيناها جراء وصولها لمنتهي الإبتهاج
أنا بحبك يا مليكة
وبمجرد أن إنتهي من كلماته حتي خفت الأضواء واشتغلت موسيقي هادئة وبدأت أوراق الورود تتناثر فوقهما في مظهر مبهر أبهج روح تلك العاشقة وجعلها تتلفت بانبهار لكل ما حولها حتي استقرت عيناها وتعمقت بمقلتي عاشق روحها المتيم
بنظرات هائمة به شكرته عيناها بامتنان ثم وبدون إدراك لفت ساعديها حول عنقه لتحتضنه متناسية العالم أجمعسعد لتصرفها العفوي وقام بلف ساعديه حولها وبات يشدد من إحتضانها تحت تصفيق الجميع وتأثرهم بسعادة ذاك الثنائي المميز
إلا من تلك المكلومة التي شعرت بالتواء أحشائها وحسرة تملكت من قلبهاحسرة علي
متابعة القراءة