رواية قلوب حائره الجزء الثاني بقلم روز أمين
المحتويات
أمام شفتاه بنعومة ورقة
بحبك.
همس بما بعثر مشاعرها
وأنا دايب في غرامك دوب
دون إدراك منها نظرت على شفتاه كما الظمأن الذي يطوق لشرب الماء كي يرتويشعر بها فقرر أن يرويها حتي تكتفي والدخول في رحلة المتعة معها من جديدبعد مدة إبتعدا قليلا فتنهدت هي بعشق وباتت تشدد من عناقها له ثم رمت برأسها علي صدرههدءت روحها وشعرت براحة تغلغلت وتعمقت بوجدانهاضمھا أكثر لأحضانه وبات يتنفس عبيرها براحة
الغدا جاهز يا كارمهات سيلا ويلا قبل الأكل ما يبرد يا حبيبي
أصابها الإرتباك فور إستماعها إلي الطرقات مما جعلها تهب واقفة وفي غضون ثواني كانت تقف بجوار الباب تعدل من حالة ملابسها بهيئة تدعو للضحكإبتسم علي حالتها وهبط من فوق التخت ثم تحرك حتي وصل إلي وقوفها وأردف بمشاكسة وهو يداعب أرنبة أنفها بين أصابع يده
ضحك عاليا بطريقة جعلتها تتطلع إليه بقلب ينتفض وعيناي مسحورة توحي بعشقها الهائل لذاك الذي إقتحم القلب وتملك.
بعد قليل كانت تجاوره الجلوس حيث الجميع يلتف حول طاولة الطعام يتناولون غدائهم وهم يتبادلون الأحاديث الشيقة فيما بينهم
أردف دكتور جمال باحتفاء بزوجة نجله
إبتسامة بشوشة إعتلت ملامح تلك الرقيقة التي عقبت علي حديث ذاك المبجل باحترام وتوقير
ميرسي يا انكلربنا يخلي حضرتك
بسطت بثينة ذراعهاوألتقطت بعض شرائح اللحم ثم قامت بوضعها داخل صحن أيسل وتحدثت بنبرة ودودة
دوقي الاسكالوب بتاعي وقولي لي رأيك فيه
أكيد جميل زي كل حاجة في حضرتك يا طنط...نطقتها بإبتسامة مشرقة ورقي نالت بهما استحسان والداي زوجها الذان تأكدا من حسن إختيار نجلهما لفتاة لبقة تناسب منصبه الرفيعقاطعها كارم متحدثا بثناء علي طعام والدته
نطقها ثم أمسك بالشوكة والسکين خاصتاه وقام باجتزاء قطعة صغيرة ثم قربها من فم تلك التي خجلت بشدة من تصرف متيمهاتحاملت علي حالها وفتحت فاهها وتناولتها منهثم باتت تمضغها وبعد أن تذوقتها وتأكدت من مذاقها الحلوعقبت علي حديث حبيبها باطراء وهي تنظر إلي والدة زوجها باشادة
بالهنا والشفا علي قلبك يا مرات إبني...نطقتها بنبرة حماسية أصابت تلك العاشقة برجفة قوية سرت بكامل جسدهاإرتفعت حرارت وجنتيها وتصبغتا بالأحمر الداكن جراء خجلها الشديد
لم تكن الوحيدة التي تأثرت بهذا الوصفبل تأثر أيضا كارم ولكن ليس خجلا كحال حبيبتهبل شعر بأنه إمتلك العالم بأسره ونزلت كلمة والدته علي قلبه ك سيل جارف فوق أرض أصابها التشقق جراء سنوات عدة من الجفاف
أنا كنت هعزم الولاد وأولادهم علشان تتعرفوا علي بعض أكتر وخصوصا سلايفك الستاتبس حبيت أول زيارة ليك للبيت تبقي هادية وخاصة بينا
ضحك جمال وتحدث بمداعبة
خليك صريحة وقولي لها إن ده كان إقتراح حضرة الرائد
بصرامة أظهرت قوة شخصيتها وثباتها وأجابته بقوة
ما تنكرش أني وافقت لما الإقتراح عجبني ولقيته مناسب أكتر يا دكتور
عقب مشاكسا إياها
أكيد طبعا يا حضرة المديرةهو فيه حد في البيت ده يقدر يتنفس ولا ياخد قرار من غير ما
________________________________________
يحصل علي ختم الموافقة عليه منك
ضحكت بثينة ثم أردفت وهي ترفع انفها للأعلي بنوع من المشاكسة لزوجها
أيوة كدة إظبط كلامك يا دكتور
إتسعت عيناي أيسل إعجابا بتلك ال بثينة ثم هتفت بإطراء بنبرة حماسية
الله يا طنط علي شخصية حضرتكحبيت قوتك علي فكرة
تبادل هؤلاء الثلاثة النظرات بينهم ثم وبدون مقدمات أطلقوا العنان لضحكاتهم الساخرة المتهكمة من سذاجة تلك التي باتت تتطلع علي وجوههم باستغراب
ترك كارم ما بيده وقام بمحاوطة كتف تلك المجاورة له ثم تحدث من بين ضحكاته الهيستيرية
هو انت طيبة قوي كدة وبتصدقي أي كلام يتقال قدامك يا حبيبتي
ضيقت عيناها بتعجب غير مدركة لمعني حديثه فاسترسل شارحا بإبانة
بصي يا روحيإحنا عيلة شرقية أصيلة بحتة
واستطرد وهو يشير بكف يده إلي والده المبجل
يعني الكلمة الأولي والاخيرة هنا للدكتور
ثم استطرد شارحا
آه بنحاول نكون ديمقراطيين إلي حد ما والكل بيحاول يقترح ويقول أرائه في إدارة شؤون البيتبس في الأخر لو الرأي ده ما توافقش مع مبادئ ورؤي دكتور جمالساعتها بنضطر نقفل باب المناقشة في الموضوع ونعتبره ما اتفتحش من الأساس
بإبانة أردفت بثينة بنبرة حكيمة تليق بعدد سنون عمرها
وعلي فكرة يا أيسلأنا وأولادي عمرنا ما أخدنا الموضوع علي إنه تعنت أو ديكتاتورية من الدكتوربالعكسطول عمري ببص له بعين الحكمة والأصول
واستطردت معللة
لأن في الأخر البيت ده ماشي بإدارة دكتور جمال وهو المسؤول قدامنا لو لاقدر الله إختل توازن الأسرةوزي المثل الشعبي ما بيقولالمركب اللي ليها ريسين بټغرق
كانت تنظر إليها متعجبة حديثهافذاك الجمال لا يظهر عليه شخصية الديكتاتور مطلقا وللحق هو ليس كذالك بالظبطتحدث جمال بنبرة هادئة للتوضيح
علي فكرة يا بثينة أيسل شكلها كدة
متابعة القراءة