رواية قلوب حائره الجزء الثاني بقلم روز أمين
المحتويات
المجاور لمحل الحلوي والذي لفت إنتباهه تلك العرائس المعروضة عبر الفاترينا الخاصة بواجهة المتجر
طرأت علي مخيلته فكرة خبيثة يمكنه من خلالها إبداء الندم والإعتذار من تلك الأيسل دون أن يضطر للإعتذار المباشر ويكفيه شړ الحرجإبتسم وتحرك إلي المتجر
كانت تقبع داخل فراشها بجسد مرهقا ووجه ذابل جراء ليلتها التي قضتها بدموعهاإستمعت إلي دقات فوق الباب ثم دخل والدها وتحرك إليها مستفسرا
اجابته بملامح وجه حزينة
مكسلة شوية يا بابا
سألها علي استحياء كي يستطلع رأيها
مليكة قالت لي إنها عزمتك علي الغدا مع الرائد كارم وإنت وافقتي
إنتفض داخلها جراء ذكر حروف إسمه وابتلعت لعابهاوبلحظة حاولت التماسك كي لا يلحظ والدها إرتباكهاوتحدثت معتذرة بنبرة هادئة
واستطردت باعتراض بعد حزنها من ذاك الكارم
لكن حاسة إني تعبانة ومش قادرة
مفيش حاجة إسمها مش قادرةقومي إلبسي وهبعت لك حمزة يجيبك...نطقها وهب واقفا ثم أمسك يدها ليحثها علي النهوضوقفت وابتسمت لهإستدار وكاد أن يخرج أوقفته بصوتها وهي تناديه
بابي
إلتف إليها من جديد وبدون مقدمات تحدثت
تنهد براحة وتحدث بنبرة حنون وعيناي متأملة
حاضر يا حبيبتيهكلم الدكتور وأخليه يحدد لك جلسة ونروح له بالليل انا وإنت.
أومأت له مع تنهيدة حارة خرجت من صدرهاتحدث وهو ينسحب إلي الخارج
يلا جهزي نفسك وأنا هبعت لك حمزة بعد نص ساعة
بعد مرور النصف ساعةكانت تقف أمام مرأة زينتها تتطلع علي حالها باستحسان وكامل الرضا بعدما وضعت بعض الزينة البسيطة بوجههافحقا كانت جميلة بل فاتنة رغم عدم تكلفها بوضع مساحيق التجميل
واثناء تطلعها علي حالها إستمعت إلي طرقات فوق البابسمحت للطارق بالدخول فدخل حمزة الذي شهق بإعجاب وهو ينظر الى شقيقته بانبهار وتحدث
وااااو يا سيلاإيه يا بنتي الجمال والأناقة دي كلها
دي أقل حاجة عندي يا بيبي
غمز لها بإحدي عيناه وأردف مشاكسا شقيقته
طب يلا بينا يا ست المغرورة علشان إتأخرنا والراجل خلاص علي وصول
يلا بينا...قالتها بإبتسامة سعيدة وتأبطت زراع شقيقها وتحركوا متوجهان إلى منزل ثريادخلت من البوابه بجوار شقيقها وجدت ثريا تجلس بصحبة ياسين وأطفال المنزل يبدوا أنهم ينتظرون الضيف كي يكونوا في إستقباله
إيه الجمال ده كله يا سيلا
إبتسمت له وتحدثت بحبور
ميرسي يا بابي
وأردفت أيضا ثريا باستحسان
زي القمر يا أيسلربنا يحميك يا حبيبتي
اقتربت على ثريا ثم مالت عليها بطولها وقامت بتقبيل وجنتيها وتحدثت بنبرة حنون
ميرسي يا نانا
إقترب منها مروان الذي تحدث بمشاكسة
ممكن أتعرف
بايخ قوي حضرتك...نطقتها وهي تهز رأسها بمداعبة فأطلقا ضحكاتهماقطع ضحكاتهما خروج مليكة وهي تحمل صغيرتها بعد أن أبدلت لها ثيابها وكانت أشبه بأميرات الحكايات بثوبها الواسع القصير
تحرك حمزة وحمل عنها شقيقته التي ما أن رأت وجهه البشوش حتي باتت بالمناغاة والثرثرة التي لا يفهما سواهابدأ الأخر بمداعبتها وتقبيلها
اقتربت من زوجها الذي وقف لإستقبالها وبدأ يتطلع عليها بإنبهار لجمالها الخلاب الذي دائما ما يخطف لبهتحدث إليها هامسا
إيه السحر ده كله يا حبيبي
إبتسمت له وشكرته بامتنان وعيناي عاشقةثم نظرت إلى أيسل وتحدثت بنبرة هادئة وشبه رسمية ويرجع ذلك لتيقنها رفض أيسل الشديد للتقرب منها
ازيك يا أيسل
هزت الفتاه رأسها بايماءة بسيطة وتحدثت بنبرة جادة
الحمد لله
واثناء حديثهما وصل كارم بسيارته التي اصطفها أمام المنزلإصطفت بجانب والدها ووجهت بصرها إلي البوابة وما أن رأته يطل عليها حتي أصاب جسدها رعشة قوية وبات قلبها يدق بقوة كطبول حرب
كان يدلف من البوابة حاملا بين ذراعية عروستان من العرائس المعروف عنها الإحتفال بالمولد النبوي الشريفإحداهم ترتدي ثوبا باللون الوردي هادئ وجميل وغير متكلف إختارها خصيصا للصغيرة
والأخري ترتدي ثوب زفاف منفوش باللون الأبيض وحقا كانت مبهرة إختارها لتلك المتمردةيليه حارس البوابة حاملا بين يديه صندوقا خشبيا ملئ بالحلوي الخاصة بالإحتفال بالمولد النبوي
ضيق ياسين عيناه متعجبا من ما يحمله ذاك الكارمثم تحدث إلي مروان الذي يجاوره الوقوف
قابل سيادة الرائد وشيل عنه يا مروان
أومأ باحترام وتحدث قبل أن يتحرك إلي ذاك الزائر
حاضر يا عمو.
مال علي أذن مليكة الواقفة بجانبه وتحدث متهمكا
هو إيه اللي جايبة معاه المغفل ده كمانهو فاكر نفسه جاي يقرأ فاتحة بروح أمه!
همست مليكة بترجي
إهدي يا ياسين وعدي اليوم علشان خاطري
رمقها بنظرات مبهمة ثم نظر أمامه يتابع ذاك الكارم
وصل مروان إلي كارم وقام بالترحيب به ثم حمل عنه إحدي العرائس وجاوره الخطوات حتي وصلا إلي ياسين الذي رحب بكارم قائلا بحفاوة وابتسامة هادئة رسمها ببراعة بعد أن جنب غيظه منه
أهلا يا سيادة الرائدنورتنا
أجابه بتوقير لشخصه
متشكر لذوق سعادتك يا باشا
نظر ياسين إلي زوجة عمه وأشار بكفه لتقديمها إليه
ثريا هانم المغربيمرات عمي أحمد
متابعة القراءة