رواية قلوب حائره الجزء الثاني بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز


حارة خرجت من جوفها ثم تحدثت بنبرة إنهزامية وهي تومي إلي جدها الغالي بهدوء وكأن قواها قد خارت وأعلنت روحها إستسلامها 
حاضر يا جدوهبدأ أنتظم في الجلسات وأتكلم مع الدكتور
إبتسامة حانية خرجت من ثغر ذاك الحنون الذي أشاد بقرارها وأثني عليه ثم إنسحب متجها إلي الخارج بعدما أبلغها أنه ينتظرها بالأسفل ليتناولا معا وجبة الغداء

بعد إنتهائه من تناوله لوجبة الغداء بصحبة حفيدته وصعودها مجددا إلي غرفتها لأخذ قسطا من الراحة ومتابعة دروسهاحمل ليزا داخل أحضانه وتحرك بها إلي منزل ثريا كي يتأنس بحضرتها ويحتسي معها قهوة العصاريجاورته إحدي العاملات وهي تحمل بيدها مقعدا متحركا خاص بالصغيرة حيث أنها لا زالت ساقها مصاپة ولم تتعافي بعد
دلف من البوابة وما أن وجدها تجلس بمكانها المعتاد حتي إنفرجتت أساريره وشعر براحة إجتاحت كيانه بالكامل وأدخلته في حالة من السلام لم يشعر به سوي بحضرة تلك الراقية
أما تلك الصغيرة القابعة بأحضان جدتها الحنون فلوحت بيداها في الهواء وهي تشير بترحاب بجدها الحبيب التي تعشقه بفضل حنانه المفرط لها وكثرة دلالهإقترب عليهما وكأن مغناطيسا يجذبه لكلتا الجميلتين
تحدث بنبرة حنون إلي تلك الجميلة التي وما أن رأته حتي إرتسمت إبتسامة هائة تبعث الراحة والطمأنينة في قلب كل من يراهافما بالك بقلب المتيم
مساء الخير يا ثريا
بالإبتسامة ذاتها عقبت موقرة إياه 
مساء النور يا سيادة اللواء
ثم إستطردت بعدما حولت بصرها إلي تلك الرقيقة المحمولة داخل أحضان جدها 
إزيك يا ليزارجلك عاملة إيه
بنبرة رقيقة ردت عليها الصغيرة
أنا كويسة يا نانا
واستطردا متسائلة بإستفسار لهوف
هو مارو فين
إبتسمت لها بهدوء وأجابتها بما جعل الإحباط يصيب داخل الصغيرة 
مارو في النادي هو و أنسوعزو جوة في المطبخ مع ماما مليكة بتعمل له ميلك شيكالوقت اخليها تعمل لك معاه
واسترسلت وهي تحث ذاك الراقي علي الجلوس بالصغيرة 
ما تقعد يا سيادة اللواء واقف ليه!
حملت العاملة الصغيرة عنه واجلستها بمقعدها في حين سحب عز المقعد وجلس فوقه ثم إبتسم إلي تلك الصغيرة التي لوحت له من جديد وابتسمت بسعادةإنشرح قلبه بعدما نظر بعيناها التي تبعث البهجة والسرور حين تتواجدحملها عن ثريا وثبتها فوق ساقيه ثم بات يداعبها هي وليزا تحت إطلاق الصغيرتان لضحكاتهما البريئة وسعادة ثريا
خرجت مليكة من بوابة المنزل تجاورها منى حاملة صنية عليها بعضا من صحون الحلوي وكؤوس المشروبات الباردةتحركت في طريقها إليهما ممسكة بكف صغيرها الذي أفلت كفه منها وهتف عاليا وهو يهرول إلي جده وتلك الليزا 
جدووووو
إبتسم عز واحتوي الصغير الذي ألقي بجسده داخل أحضان جده الحنونوضعت العاملة ما بيدها فوق الطاولة وتحدثت مليكة بترحاب بوالد زوجها
إزي حضرتك يا عمو
الحمدلله يا حبيبتي أنا بخير...هكذا أجابها بملامح وجه بشوشةنظرت العاملة إلي ثريا ثم سألتها بتوقير بعدما رحبت بعز 
تؤمريني بأي خدمة تاني يا ست هانم
حولت ثريا بصرها إلي ذاك المقابل لها واردفت مستفسرة 
تشرب إيه يا سيادة اللواء 
واستطردت بنبرة ودودة 
ولا أجيب لك غدا الأول
أجابها بعيناي شاكرة
أنا اتغديت الحمدلله
ثم استطرد بدهائه المعهود لعلمه أن مليكة ستعترض وستفضل أن تصنعها له بيدها كما يفضلها دائماوبهذا سيترتب عليه إنسحابها إلي الداخل وتركه بصحبة حبيبته وهذا جل ما يتمناه في الوقت الراهننظر إلي منى وأردف بنبرة هادئة
إعملي لي قهوتي لو سمحتي يا منى
بنبرة حماسية وعيناي مبتسمتان عقبت تلك المنى بترحاب 
من عنيا يا سعادة الباشاحالا وهعمل لسعادتك أحلا فنجان قهوة
وقبل أن تنطلق إلى الداخل أوقفها صوت مليكة التي تحدثت بإعتراض 
إدخلي إنت يا منى وأنا هعمل قهوة الباشا بنفسي
مش عاوز اتعبك معايا يا مليكة...نطقها بخباثة عقبت تلك الرقيقة بتوقير لشخصه
تعبك راحة


________________________________________

يا عمو
واسترسلت بتساؤل وهي تحول بصرها إلى تلك الراقية 
أعمل لحضرتك فنجان مع عمو عز يا ماما
أومأت برأسها بموافقة واردفت بنبرة لينة 
لو مش هتعبك يا بنتي
إنتي تؤمري يا ماما...نطقتها بتبسم ثم تحركت إلي الداخلوتحرك الصغير إلي ليزا وباتا يتحدثان بطفولية
نظر عز إلى خاطفة فؤاده التي وبرغم مرور كل تلك السنوات عليهاما زال يراها ثريا إبنة الثامنة عشر من عمرهاوكأن روحه أرادت التوقف عند هذا الزمن الذي طالما تمني من داخله العودة إلي حينهاتحمحم لينظف حنجرته ثم أردف علي استحياء 
كنت عاوز أبلغك حاجة مهمة يا ثريا
نظرت إليه وسألته باستفسار 
خير يا سيادة اللواء
إبتسامة خاڤتة ظهرت علي ثغر ذاك الفارس النبيل وأجابها بتحير وارتباك لصعوبة موقفه 
إنت عارفة طبعا إني رجعت منال لعصمتي من جديد بعد موقفها الأخير معاك
تنهدت بأسي عندما تذكرت ذاك اليوم الذي تلقت فيه أكبر إهانتاتها علي يد تلك التي تجنت عليها وسبتها بشرفهاحزن لأجلها واسترسل بإبانة
ف أناكنت حابب أوضح لك إن العلاقة بينا ما رجعتش طبيعية زي الأول
ضيقت عيناها بعدم إستيعاب فاستطرد بإعلام بنظرات حنون 
أنا ومنال كل واحد فينا ساكن في أوضة لوحدة
واستكمل بعيناي هائمة
ماكانش ينفع أرجع معاها زي الأول وأنسي إھانتها ليك يا ثريا
إرتبكت من حديثه
 

تم نسخ الرابط