رواية قلوب حائره الجزء الثاني بقلم روز أمين

موقع أيام نيوز


إياها علي خلفية المقعد وأغمض عيناه ثم بدأ يحرك مقعده يمينا ويسارا بتفكرأخرجه من شروده صوت هاتفه الذي صدح من فوق سطح المكتب
أجاب فور رؤيته نقش إسم عابد
أهلا يا عابد
تحدث عابد بعد أن رد تحية سيده بالعمل ليخبره بإتمام مهمته التي كلفه بها وهي حجز تذاكر لرحلة إلي منطقة الجونة كهدية إلي سليم الدمنهوري 

تذاكر الباشمهندس سليم وأسرته للجونة إتحجزت يا أفندمتحب أكلمه وأبلغه
واستطرد موضحا
لأن لازم ياخد خبر بدل ما يتفاجئ ويتصل بالفندق ويلغبط لنا الدنيا
أردف بنبرة هادئة
ما تقلقش يا عابدأنا عامل حساب كل حاجة وهكلمه حالا بنفسي علشان أشكره
وافقه عابد الرأي واغلق ياسين واتصل برقم سليم الذي رد عليه علي الفور
ياسين باشاأهلا يا أفندم
رد ياسين بنبرة ودودة 
إزيك يا باشمهندس
أردف بنبرة هادئة 
أنا تمام الحمد لله
واسترسل بتبيان 
أنا كنت لسة هتصل بيك حالا علشان أسألك عن رسالة تأكيد لحجز في فندق في الجونة لسة واصلة لي علي الموبيل
باستجواد لذكاء ذاك السليم الذي راهن عليه لعابد أردف قائلا
كويس إنك فكرت في إنك تكلمنيعابد كان قلقان لما قلت له يحجز بإسمك من ألمانيا علشان الموضوع يبان طبيعي وما حدش يشك فيكوقال لي إنه خاېف لتكلم الفندق وتسأله عن الحجز لما رسالة التأكيد توصل لكلكن أنا راهنت علي ذكائك وقولت إنك أكيد هتفهم إن الرحلة هدية مني
إبتسم سليم وتحدث شاكرا كرم ذاك الياسين
متشكر يا أفندم علي هديتك بس مكانش فيه داعي تتعب نفسك
اردف بإبانة
دي أقل حاجة ممكن أقدمها لك علشان أشكرك بيها علي وقفتك معايا ومساعدتك ليا وأنا برجع حق مراتي
واستطرد باطراء
ده غير كرم الباشمهندسة ومواقفها معايا اللي عمري ما هنساها وهتفضل طوق في رقبتي العمر كله
عقب سليم علي حديثه بسمو 
ماتقولش كدة يا سيادة العميدأنا ومراتي ماعملناش غير الواجب واللي أي حد مكانا كان هيعمله
أردف ياسين بثناء 
إنت راجل محترم يا باشمهندس وأنا فخور إني إتعرفت علي شخصية وطنية زي حضرتك
واستطرد بنبرة صادقة 
أنا كان نفسي أستضيفك إنت والباشمهندسة والاولاد عندنا في بيت المغربي علشان أعرف أضيفك كويس وأرد لك ولو جزء من كرمكم عليا
واستطرد بإبانة شارحا له الوضع الأمني
بس طبعا إنت أكتر واحد عارف إنه ما ينفعش اولا علشان أمنك وسلامتكثانيا علشان ماحدش ياخد


________________________________________

باله من تقربنا لبعض وخصوصا لو كانت المخابرات الألمانية مراقباك
وافقه الرأي وتحدث متفهما الأمر
أنا فاهم ومقدر الوضع اللي إحنا فيه طبعا
واسترسل شارحا بحرص 
وعلشان كدة بطلب من سعادتك إن دي تكون أخر مرة حضرتك تقوم بأي حاجة تعرضنا للخطړ أو الشك فينا
أجابه شارحا 
ما تقلقش يا باشمهندسأنا خليت رجالتي عملوا الحجز من نفس المنطقة اللي إنت ساكن فيها وكمان من الخط المشترك بينا اللي إنت عملته لزوم الشغل
واستطرد بفكاهة 
إنت ناسي إنت شغال مع مين ولا إيه يا باشمهندس!
ضحك سليم واردف بمفاخرة 
ودي حاجة تتنسي بردوا سعادتك
أردف ياسين وهو يستعد لإنهاء المكالمة
أتمني لك أجازة سعيدة يا باشمهندس
متشكر يا أفندموهدية مقبولة...كلمات نطقها سليم بنبرة شاكرة وأغلق كلاهما المكالمة ليتابعا عملهما
أتي الليل بسكونه الذي يجلب معه الطمأنينة والهدوء للبشر
صعدت إلي الأعلي بعدما تأخر الوقت ولم يعد ياسين أو حتي هاتفها لتطمئن عليهإطمأنت علي صغارها وتأكدت من نومهم ثم تحركت إلي غرفتها وجلست علي تختها وبدأت بمداعبة صغيرتها التي غفت فوق ساقيها أثناء المداعبة
تطلعت إليها وابتسمت بشرودإستمعت إلي طرقات فوق باب الحجرة وبعدها دلف هو حاملا بيده باقة من أروع الزهور التي تعشقها غاليته وباليد الأخري أحد الأكياس الخاصة بأحد دار الأزياء الشهيرة بالأسكندرية
خطي بساقيه للداخل فظهرت من خلفه منى التي تتبعه وهي تحمل بين ساعديها صنية عليها صحنان فارغان وصحنا كبير به الكثير من قطع الحلوي المفضلة لتلك الجميلةوكأسان فارغان تجاورهما قنينة من عصير التفاح المحبب لديهايبدوا وكأن ذاك الحبيب أراد أن يجعلها ليلة مميزة تحفر بذاكرة أميرته الحسناء
نظر عليها وتحدث بنبرة حنون 
مساء الخير يا حبيبي
مساء النور...قالتها بسعادة وهي تتناقل النظر بينه وبين باقة الزهور بألوانها البنفسجي والأبيض والزهري مما جعلها رائعةفاسترسل هو من جديد 
مسك نامت
أومأت بدلالوضعت منى محتويات الصنية فوق الطاولة وقامت بترتيبها بشكل لائق ثم نظرت إلي ياسين وتسائلت بتوقير
أي خدمة تاني يا باشا
شكرا يا منىلو إحتجنا حاجة هتصل بيك...كلمات نطقها وهو يحثها علي الخروجوما أن خرجت حتي وضع الكيس جانبا واقترب من حبيبته وتحدث وهو يقدم لها باقة الزهور 
وحشتيني
أمسكت الزهور وقربتها من أنفها واردفت بعيناي هائمة 
وإنت كمان
خلع عنه حلته وقام بتعليقها ثم مال علي صغيرته حملها ووضعها بمهدها بعدما قبلها بحنانعاد لتلك التي وقفت وتحدثت بدلال وهي تنظر إلي ذاك الكيس 
فيه إيه الكيس ده يا ياسين!
تحرك إليه والتقطه ثم مد يده وأخرج منه ثوبا مذهل يخطف الأبصار لمن يراه وتحدث وهو يحثها علي الدخول 
عاوز أشوفه عليكي
ممكن..نطقها بعيناي مترجية فابتسمت وتناولته من يده ودخلت به إلي غرفة تبديل
 

تم نسخ الرابط