رواية رياح الألم ونسمات الحب بقلم سهام صادق_الفصل السادس والعشرون إلى الثامن والعشرون

موقع أيام نيوز

بتستغفليني ياسلمي 
فسقطت بجسدها الضئيل تحت قدميه حتي اقترب فمها الذي اختلط بالډماء من حذائه قائله ابوس رجلك متعملش فيا كده يامنصور والله انا مظلومه ومعرفش عن الجواب ده حاجه 
فضحك منصور بسخريه لاء والافندي كل يوم واقف تحت البيت .. عشان يستني نظره من عيونك السود ياهانم .. 
انطقي اتقبلتوا واستغفلتوني كام مره .. ثم نظر لها بقوه صحيح هستني من واحده ابوها بيبيع عياله ايه .. اكيد قلة الاصل داء فيكم
فنفضها من بين ذراعيه بقوة حتي ارتطمت في الحائط .. وكاد ان يركلها ببطنها ولكن عندما وجدها تضع يدها عليها لحماية جنينها من ركلته .. ابتعد عنها وهو يتصبب عرقا انتي ...........
وكادت ان تنطق من لسانه تلك الكلمه ولكن بكائها واعينها الراجيه جعلته يتماسك بصعوبه وهو يضع بيده علي قلبه وبصوت متهدج هتفضلي في الاوضه ديه مش هتطلعي منها هحبسك ياسلمي .. لحد ماتولدي 
فزحفت بجانبه حتي وصلت الي طرف عبائته متعملش فيا كده ربنا يخليك يامنصور .. انا محبتش ولا عرفت راجل غيرك انت كل حياتي متحرمنيش من حنانك وعطفك 
فضعف وبكي وهو يراها مذلوله تحت قدميها .. فنفض عبائته قبل أن يستسلم لضعفه معه .. وذهب وتركها تنظر للأرض بأنكسار وهي تردد بۏجع قد أنهكها والله مظلومه يامنصور 
.................................................. .............
وقفت ريهام تتأمله وهو جالس يقرء في أحد الكتب وفنجان القهوة أمامه فأقتربت منه وهي تلامس بقدميها الارض ببطئ لينظر لها هو بنصف عين حتي لا يري نفورها الدائم منه .. فظلت هي واقفه في تلك المسافه التي أتخذتها بينهم وبصوت متقطع طب لو انا بدأت حياتي معاك زي اي زوج وزوجه .. تفتكر هقدر انسي اللي عملته
فأبتسم لسماع صوتها الذي حرمته منه طيلت الثلاث شهور التي قضوها سويا ..فنهض مازن من علي مقعده وضم وجهها بين كفيه متنسيش ان انتي اللي خلتيني أفقد شعوري عارفه يعني أيه لحد دلوقتي يبقي صوتك وصورتك قدامي وانتي بتقوليلي بتحبي غيري .. انا كل يوم بفضل أفكر واقول ياتري ديه كانت حقيقه ولا كذبه .. بس لحد دلوقتي مش عارف اوصل لأجابه 
فدمعت عيناها حتي خارت قواها بين يديه وبصوت يملئه الۏجع كل واحد فينا أكيد بيكون ليه عالم صنع فيه حياته اللي نفسه يعيشها وبيفضل يدور علي الأشخاص اللي نفسه يدخلهم جوا العالم ده عشان يعيشوا فيه معاه بس في شخص واحد هو اللي بيدخل بيه لعالم جوا العالم الاول اللي كان صنعه .. انا بقي فضلت ادخل كل الناس اللي نفسي يبقوا معايا في العالم ده .. بس الحقيقه اللي اكتشفتها ان العالم التاني بتاعي انا واميري الاسطوري لسا مدخلنهوش سوا .. أكيد اللي بقوله ده جنون .. بس انا بدور علي اميري وسط وشوش كتير بس مش قادره الاقيه ... ثم مدت ريهام يديها اليه وهو مدمعة العينين هتقدر تدخل معايا العالم ده ونبقي انا وانت فيه وبس 
فلمعت عين مازن بالسعاده قبل أن تشق طريقها الي وجهه الذي قد أصبح مشعا بضوء الحب وبصوت يتخلله الامل  هقولهالك بغروري اللي ديما بتكرهيني بيه وانا بتصنعه هقدر وهكسب الفرصه ديه وبجداره كمان.. وهخليكي أسعد ست في الكون 
فأبتسمت ريهام لأعترافه بغروره .. فضحك وهو يتأملها فيكي جمال غريب اووي مشوفتهوش في أي ست قبل كده .. ولا الجمال ده هو جمال القدر عشان يجمع كل واحد بنصيبه 
فرفعت ريهام عيناها كي تتأمله وبصوت يملئه الحنان قال تحبي نتعشي بره سوا النهارده 
فلمعت عيناها وهي تحرك رأسها بالموافقه متأمله زوجها لاول مره بأعين بدأت تحن وتعشق نصيبها .. فنظرت الي وسامته وجمال هيبته .. حتي أبتسمت ليبتسم لها هو بعدما قبل يديها بحنان 
.................................................. .............
أغمض عيناها وصار بها وهو ممسك بيدها فدخل بها ذلك المكان الذي خصص لهم وحدهم فوضعت هنا بيدها علي تلك العصبه التي يغمض بها عينيها وبصوت ضعيف سألته  فارس احنا فين 
فضحك فارس علي فضولها هذا وبصوت عاشق وهو يزيل عنها تلك العصبه كل سنه وانتي طيبه ياطفلتي .. النهارده بقي عمرك واحد وعشرين سنه 
فأبتسمت هنا له بعشق وهي تتأمل المكان حولها .. رغم الاضاءة الخافته ولكن
جمال المكان قد ظهر في زينته وشموعه النهارده عمري سنه .. عشان ديه اول سنه لينا مع بعض .. لتهبط دموعها وتزيلها سريعا من علي وجنتيها وهي ناظرة له بأعين دامعه تفتكر السعاده ديه هتدوم يافارس وهنفضل كده 
فأبتسم فارس وهو حاضن وجهها بين كفيه ثم امسك ايديها ليمدد اطراف اصابعها قائلا بحنان شايفه صوابعك ديه شبه بعض ... فنظرت اليه هنا بغرابه حتي تابع حديثه وهو يبتسم طبعا لاء في الطويل وفي القصير وفي المتوسط .. اهي الحياه كده ياحببتي يوم هتبقي السعاده كامله ويوم السعاده هتقل ويوم تاني هيبقي فيه حزن .. وبعدين ترجع السعاده لينا من تاني وهكذا ... ولا سعاده بتدوم ولا حزن بيدوم كل حاجه ليها مراحل من عمرنا ... بس اللي هيفضل هو حبنا وده اللي بأيدنا نزرعه ونكبره .. 
فأبتسمت هنا عندما احست بكل كلمه من كلماته تسير في عروقها وبدأت انفاسه تقترب منها حتي قبلها بحنان علي احد خديها وضمھا من خصرها كي تلتصق به... فأغمضت هنا عيناها وهي تاركة كل شئ وراء ظهرها لا تفكر بشئ سواه وفقط 
لتنطق من بين شفتيها .. قبل ان يغيبوا معا في تلك الرقصه الهادئه بحبك يافارس 
لتدق تلك الكلمه أجراسها وسط نغمات الموسيقي.
يتبع
_ رواية رياح الألم ونسمات الحب.
_ بقلم سهام صادق.

تم نسخ الرابط