رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل الواحد والستون إلى الفصل الأخير)
المحتويات
الحاني وابتسامتها التي خصصتها لطفله رغم روحها المتآلمه ..جعلته يعلم حقا معني العطاء الحقيقي النابع من الآلم
فدار الصغير بعينيه يبحث عن والدته التي وقفت تفرك يداها بتوتر
ماما الم تقولي لي اننا سنعيش مع بابا معا
شهقة صدرت عن جواد وهو يختبئ خلف ورد متمتما
ورد لا نريد احدا معنا
فضمته ورد بحنان ..فهي اكثرهم ادراكا بمشاعر جواد وتعلقه بخاله حتي انه غار من طفلتها في البدايه .. ولكنها عاشت تلك المشاعر يوما .. عاشت ان تطالع الاطفال حول ابائهم تتسأل عن شعورهم ..
سأشرح لك الامر فيما بعد حبيبي
فطأطأت فريدة رأسها بعدما ألتقت بعيناها مع ابنها الذي وقف كالضائع
ومشهد جميلا حفر ذكراه في تلك اللحظه .. عندما أنحنت ورد قليلا بأبنتها نحو أيهم تعطيها له
أنها شقيقتك ..الن ترحب بها
مرحبا بكي ..انا ايهم
...................................................
رغم تعبها وقفت تحضر له حقيبة سفره بأرهاق ..فقد تأجلت سفرته كثيرا ولكن يجب عليه الذهاب للندن لأنهاء احدي الصفقات التي تتطلب حضوره .. ومع كل ألتفافه منه حينما تسأله عن أي شئ اخر يريده كانت تبتسم لانشغاله في مداعبة الصغير
وكأن الحاضر أتي بترياقه يمضد الشرخ الذي رسخه الزمن داخلها
وضحكه خافته صدرت منها عندما سمعت بكاء الصغير وجاسم يهتف به
اسفين يااستاذ مالك هبوسك براحه خلاص
وعاد يمدغه بقبلاته ..فتعالت ضحكاتها
فألتف نحوها بعد أن هدء الصغير من بكاءه
قولي انك غيرانه يااستاذه
فأشارت نحو حالها بأستنكار وهي تلوي شفتيها بتذمر
انا اغير ..لا طبعا
فنهض يتلاعب بحاجبيه وهو يطالعها مبتسما
عيني في عينك كده
وعندما هربت بعيناها عنه .. مد ذراعيه يطاوق خصرها ضاحكا
ومال نحوها يطبع بقبلات متفرقه علي صفحات وجهها وهو يضحك فتبادله ضحكاته
جاسم خلاص .. لا كده كان الله في عون ابني
فتعالت ضحكاته اكثر وهو يغمرها بقبلاته المشاكسه علي كلتا خديها
بحاول اراضيكي انتي كمان
لحظات بدء الزمن يسجلها في مخزون الذكريات .. ذكري وراء ذكري كانت تمحي ماضي اليم ..
مشاعر دافئه دغدغت حواسها لتهتف بنبرة جياشة من شده الشغف
انت ازاي كده ياجاسم
فأبتعد عنها ضاحكا
مش عارف ليه السؤال ده بقي يتسأل كتير
وداعب وجنتيها مبتسما بخفه وزفر انفاسه متنهدا
عاوز اعوض احلامي معاكي انتي وابني .. انا اتحرمت من معني العيله وده كان قدري .. بس جاتلي الفرصه اني اعوض اللي اترحمت منه معاكم
واتجه نحو طفله ينظر اليه
نجحت ووصلت عشان في يوم لما ولادي يقولوا اسمي يقولوه بفخر ..زي ما انا لحد الان فخور ان كان ليا اب عظيم وناجح
وشعر بيديها تطاوق خصره بتملك ودفئ ثم مالت برأسها علي ظهره
مالك محظوظ بيك .. وام مالك كمان
فأبتسم بعد ان طرد ذكريات وحدته مع جدته العجوز التي كانت تفعل ما تستطيع لاجله واستدار بجسده نحوها يعبث بخصلات شعرها المعقوده
شوفي اه انتي بقيتي ټموتي في الدراما ... لا انا عايز مراتي المجنونه من تاني
وتذكر احد مشاهدهم فأنفجر ضاحكا
فاكره يامهرة يوم ماقفلتي الباب عليا وقاعدتي ورا الباب بطبق البرتقال وبتاكلي بكل ثقه ..
فتذكرت ذلك المشهد المخزي الذي انبطحت فيه علي ظهرها وأحد فصوص البرتقال بفمها وهو يطالعها من علو
ماشاء الله عليك ياحبيبي مش فاكرلي غير اسوء ذكرياتي الهابله
فقهقه بقوه وألتف نحو صغيره الذي يتلاعب بقدميه
انتي كل ذكرياتك هابله ياحببتي .. احمدي ربنا اني حبيتك بعيوبك .. ديه النقطه الصح في علاقتنا
فأحتقن وجهها بشړ وكادت ان تتذمر وترد له كلماته ولكن بكاء الصغير انهي كل شئ .. ليبتعد عنها ضاحكا وهو يهرب من نظراتها التي ستصعقه
شوفي مالك بعيط ليه .. واكمل انا تحضير الشنطه
دلف
متابعة القراءة