رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل الثالث والأربعون إلى السابع والأربعون)

موقع أيام نيوز

الطبيب مبتسما بمغزي فهمه جاسم علي الفور فهو في الاصل طبيبا صيدليا ولكن اخذ عقله يدور بنقطه ياسر ومنشط كيف هذا ..ياسر لا يهوي النساء يعيش على ذكرى زوجته .. رجلا كل حياته في العمل ولمعت عيناه عندما تذكر ريم 
لتتجمد ملامح وجهه ريم وياسر ومنشط 
ودار عقله بجميع الاحتمالات فخرج من غرفة ياسر بعد ان أعطاه الطبيب حقنة تجعله يغفي براحه حتي يعود إلى كامل وعيه 
ومر الوقت وهو جالس بالخارج ينتظر استيقاظه .
...............
عاد جاسم ليلا ينظر إلي زوجته الجالسه علي الفراش تقضم أظافرها بتوتر .. فخلع سترته بأرهاق متسائلا 
 فين ورد 
فوقفت علي أقدامها وهتفت 
 ورد خرجت مع أكرم 
وتابعت بلهفة 
 طمني ايه اللي حصل ..ريم عرفت ان ياسر تعبان ازاي 
فأتجه نحو المرحاض ينعش جسده بالماء البارد بعدما اخذ ملابسه
 الاجابه عند ريم يامهرة 
وتركها دون ان يضيف كلمه أخرى متذكرا ما حدث مع ياسر وما أخبره به ..فهو لم يتناول غير القهوه مع رفيف التي أتت تناقشه في بعض الأوراق وبعدها انصرفت لتأتي اليه ريم وقد كان بغير وعيه ومن نظراته فهم أنه قد حاول ان يعتدي عليها لولا سيطرته على نفسه والدوار الذي شعر به بعد ان انخفض ضغط الډم لديه 
وخرج من المرحاض يجفف شعره ..ليجد مهرة تقف أمام المرحاض تنتظره بلهفه وفضول وقبل ان تسأله هتف 
 مش هتلاقي غير الصمت لو سألتي فغيري الموضوع يامهرة 
وكادت ان تجادله الا ان إشارة من نظره عيناه ..جعلتها تصمت فلو لم يخبرها فستهاتف ريم غدا لتلتقي بها وتعرف منها ما حدث 
وأقنعت نفسها بالأمر ..لتنظر إليه وهو يعدل من هندام قميصه القطني ويمشط خصلات شعره بأصابعه ثم هتف بنبرة حازمه قبل ان يغادر الغرفه
 اللي حصل في الشركه ده ياريت ميحصلش تاني 
كانت تظن أنه نسي أمر مافعلته مع كنان ولكن يبدو ان زوجها يخزن لها ما اقترفته لنهاية اليوم 
وبعدها تركها تنظر إليه متسعة العينين من مزاجه تلك الليله 
 لاء شكل الليله ديه محتاجه سيطرة علي لساني ..ده مش طايق نفسه ولا طايقني
................
لم يتناول العشاء معها ودخل لغرفة مكتبه يتابع عمله وينظر للايملات التي كان عليه مطالعتها بالشركه .. ومر بعض الوقت وهو جالس هكذا 
ولكن شرد قليلا وهو لا يصدق إلى الان ان رفيف من وضعت لياسر المخدر فمن سيفعل ذلك فهي من أعدت القهوه ولكن نفس السؤال الذي لم يجد له اجابه لماذا تفعل ذلك
وعاد بذاكرته لبضعه أشهر قبل رحيل عمار لديه وقد اعترف له لما حدث مع رفيف معتذرا منه 
وابتسم ساخرا علي حاله فيوما كان معجب بها وبجمالها وثقافتها ويريدها زوجه له 
وانقطع حبل أفكاره وهو يجد مهرة تحمل طبقين بهم قطع كعك وبجانبهم أكواب من الشاي وهتفت بحماس كي تلطف الجو المشحون بينهم 
 لقيت نفسي قاعده لوحدي وانت مرضتش تتعشا قولت اجيب الكيكه اللي عملتها ونقعد نتسلي وناكل ونشرب الشاي ونرغي شويه 
فطالعها بفهم وهو رافع حاجبيه 
 نرغي وأكيد في نفس الموضوع
وتابع وهو يعود لمطالعه ما أمامه 
 خدي بعضك وامشي انا ولا جعان ولا فاضي اتسلي 
وفجأه وجدها أمامه تجذبه من ذراعيه 
 ابدا ده انا مش ماشيه غير لما تدوق من الكيكه اللي عملتها ..ديه كيكه بمقادير تركيه ياجاسم عملتها مع ورد وقولت لا يمكن اكلها الا لما جوزي حبيبي يجي 
وجذبته بقوه أكبر كي تحركه من مقعده 
 يلا نقص الشريط 
وضحكت وهي تتابع
 قصدي ناكل الكيكه وتقولي رأيك 
ونهض معها مرغما وجلس جانبها فهو يعلم أنها ستستدرجه لتعلم ما حدث ولكن سيلتزم الصمت 
ونظر لشكل الكعكه مضيقا عيناه 
 انتي متأكده أنك انتي اللي عملاها 
فأبتسمت وهي تعطيه طبقه 
 انت ليه شاكك في قدراتي المطبخيه
فضړب جبهتها بعد ان تناول منها الطبق
 قدرات مطبخيه ... مصطلحاتك ديما بتبهرني ياحببتي 
وأخذ يستطعم بشوكته الكعكه فقد كان طعمها لذيذ ولكن لا يصدق انها صنع زوجته 
 هحاول أصدق ان انتي اللي عملتيها من غير مساعدة ورد 
فضحكت وهي تأكل القطعه التي بشوكتها وشهقت فجأة بعدما وقفت القطعه بحلقها وأخذت تسعل الي ان أعطاها كأس الشاي خاصتها سريعا ناظرا لها بقلق وارتشفت بعض قطرات الشاي وعادت تأخذ أنفاسها بعدما هدء السعال ونظرت إليه ثم هتفت بأعتراف 
 مش انا اللي عملت الكيكه ديه ورد 
فطالعها جاسم للحظات ثم اڼفجر ضاحكا من اعترافها وكأنها خاڤت من كذبتها 
دفعته علي صدره برفق 
 متضحكش 
فوضع الطبق الذي يحمله وأخذ منها كأس الشاي وابتسم وهو يحدق بها 
 تعرفي انى بحب چنونك علي هبلك ده 
فأبتسمت بأستحياء ثم اتسعت عيناها وهي تتذكر أنه يذمها 
 انا مجنونه وهابله 
فمال نحوها يعبث بخصلات شعرها ضاحكا 
 ديه مميزات ياحببتي فيكي وانا بذكر دلوقتي مميزاتك 
ولثم وجنتيها بقبلااات دافئه وامتدت يديه يعبث بلياقة منامتها فتسألت 
 هو ايه اللي حصل مع ياسر وريم 
فرفع يداه نحو وجنتيها يداعبهم وحدق بشفتيها مبتسما
 حصل كل خير ياحببتي 
فتمتمت وهي تجد شفتيه تتحرك نحو خاصتها.
 عايزه أعرف حصل ايه 
وصدح صوت أكرم عاليا بالخارج وهو ېصرخ ب ورد علي تركها المطعم بعد ان انضم لهم كنان 
نظر جاسم إليها وأخذ يزفر أنفاسه بقوه علي وجهها وهي تكتم صوت ضحكاتها حتي لا يفتضح أمرهم. 
 بتضحكي علي ايه ..علي خيبتك 
فأنفجرت ضاحكه بخفوت وهي تطالعه كيف أبتعد عنها 
 بصراحه بقيت تصعب عليا ... بس متقلقش كله في ميزان حسناتك ياحببتي
ونهضت من فوق الاريكه راكضه لخارج الغرفه بعد ان طالعها بنظرات حانقه 
واتبعها وهو يجدها تقف بينهم تسألهم عن سبب صراخهم و ورد تهتف بضيق
 الأستاذ بيقولي مبسوطه ومقضياها خروج وهو هنا قاعد في قلق ومدام نفسيتي ارتاحت أرجع معاه علي تركيا ..ده كان عايز يخدني معاه علي المطار يامهرة ومجهز كل حاجه وهو اللي قايله يخرجني 
وصعدت لاعلي تبكي علي كلمات كنان وهو ينعتها ببرودة القلب وهو لا يقدر علي بعدها 
لتنظر مهرة لاكرم معاتبه 
 ليه عملت كده .. ورد هترجع كده كده لكنان بس محتاجه وقت تهدي وتريح اعصابها 
فنظر إليها أكرم متأسفا 
 الراجل بيحبها يامهرة وسايب شغله وحياته وجايه وراها يتحايل ويعتذر وندمان كفايه كده عليه 
فتهكم وجهها فهو من فعل ذلك فليتحمل ...وسمعت صوت جاسم مؤكدا 
 أكرم عنده حق يامهرة ..كنان ندمان 
فوقفت تحدق بهم هم الاثنان ثم تركتهم وهي تهتف 
 خليه يندم أكتر وأكتر 
....................
نظرت رفيف لناريمان اللي اقټحمت مكتبها وهتفت بسعاده
 نجحت خطتنا أليس كذلك 
فأبتسمت إليها رفيف 
 لم يأتي للعمل ولم تأتي هي أيضا ..يبدو انها كانت ليله حافلة 
فأتسعت ابتسامة ناريمان وهي تتذكر ريان عندما يعرض الزواج علي ريم وترفض ..فكيف ستقبل الزواج به بعد ما حدث بينها وبين ياسر وغير سمعتها التي ستتولي تلك المهمه هناء سكرتيرة ياسر 
ففي كل الاتجاهات عند عودت ريان من سفره سيدرج ان ريم ليست الفتاة التي يظنها .. سيثيروا الشكوك بين علاقتها ب ياسر 
وزفرت رفيق أنفاسها بحنق 
 ماذا فعلتي مع السيد عدنان ..هل قبل منحك عمار كحارس شخصي لكي
فحركت ناريمان يدها علي خصلات شعرها وهي تتذكر ليلة أمس وهي تقضيها مع عدنان والذي يعمل عمار حاليا حارس له 
 لا تقلقي .. سيعمل لدي من بعد غد 
وضحكت بأستمتاع 
 وستسير خطتنا كما اتفقنا 
فنهضت رفيف من مقعدها وانحنت نحو صديقتها 
 ريان لن يتزوجك ناريمان لا تحلمي بهذا الشئ وانا فعلت ذلك معك لأني اعلم بحب ياسر لريم ولكن لن يعترف بشئ وسيظل
تم نسخ الرابط