رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل السابع والثلاثون إلى الثاني والأربعون)
المحتويات
القديم
لتنتفض بفزع وهي تسمع صوته
اطلعي علي أوضتك فوق مش عايز اسمعلك صوت الليله ديه
فأنزلت حقيبتها أرضا متسائله بسعاده
يعني اطلع فوق ..انت سامحتني صح
لم يمهلها لحظه بأن تستمر ابتسامتها
سامحتك .. بصي يامهرة من الليله ديه ولحد ما انا اقرر اسامحك مش عايز ألمحك في البيت .. لا علي الصبح ولا بالليل .. طول ما انا موجود انتي في اوضتك
مفهوم
فأرتجف جسدها وهي تحدق به غير مصدقه ان الرجل الذي أمامها الآن هو جاسم زوجها وحركت رأسها بعد ان سمعت صوته مجددا
مفهوم
فأشار نحو الاعلي
علي أوضتك
فألتفت بجسدها كي تعود لغرفتها فعاقبه هذا اهون ولكن داخلها شئ أخبرها ان تلتف اليه ثانية وترمي نفسها بين ذراعيه فبالتأكيد جاسم سيسامحها كما يعمل دوما ..وركضت نحوه هاتفه
وحاوطت جسده بذراعيها تنتظر ردة فعله ولكن لا كلمه نطقها او حتي ضمھا إليه وابتعدت عنه تنظر له ولكن كان يحدق بالفراغ الذي خلفها
جاسم انا اعتذرت ..طب أعمل ايه تاني .. معاك حق ان غلطت اني أخرج من البيت في الوقت ده وانت مش موجود بس ..
بس ايه ها بس ايه يامهرة ..مبرراتك بقت سخيفة ...من فترة ډخلتي نفسك في مشكله ورجعتيلي البيت بتعرجي علي رجلك وبعدها روحتي تستجمي مع اخوكي وسيبتي الغبي اللي متجوزاه يجري يدور عليكي زي المچنون وكل ده عشان فهمتي كلامي غلط مع موظفة عندي
وابتعد عنها زافرا أنفاسه بقوة
كانت تسمعه وعنياها مثبتة عليه ..تبكي بصمت وتتسأل.. كل هذا يحمله داخله منها
ونظرت إليه وهي تمسح دموعها بكفوفها
عندك حق
وعادت لحقيبتها تحملها لتغادر ..فبعد كلامه لما تصعد لاعلي وفور ان وجدها تغير اتجاهها للخارج
رايحه فين ..انا قولت فوق علي أوضتك
فخشت من غضبه وازاحت يده عنها
انت مش طايق وجودي في بيتك
ولكن إشارة واحده من يده جعلتها تصمت وتصعد لاعلي
................................
وقفت ورد كالضائعه أمام شرفتها تبكي بۏجع متخيلة كنان بين احضان تلك المرأه ..عادت بها الذكريات يوم ان تخلي عنها ماجد والآن كنان يفعلها ولكن بطريقة ټقتلها
اظاهر هيكون مكتوب عليك تعيش حياه زي اللي انا عيشتها من غير اب
وفركت جفونها بقوة وهي تهتف
كفاية بكي وضعف ياورد
وتذكرت ليليان فهي الوحيده من تخفف عنها ..وكادت ان تذهب نحو هاتفها النقطه الا أنها وقفت ثابتة في مكانها تسمع طرقات عظيمه علي باب غرفتها تخبرها ان فريدة قد أصابها حاډث
................................
يجلس مع رفيقه ليلا في المقهي الشعبي يقص عليه أغرب عرض سمعه بحياته...فضحك صديقه وهو ينفث من أنفه دخان سيجارته
عرضت عليك تتجوزها
واحنا ضاحكا وهو يحرك رأسه غير مصدقا
شكلها ياصاحبي كده والله أعلم غلطت مع واحد وعايزه تداري مصيبتها
فصدحت ضحكات عمار بقوه بعد ان سمع جملة صديقه الأخيره
هو اللي زي دول بېخاف من الحاجات ديه برضوه ياتوفيق ..اسكت بس انتي خليك في كتب التاريخ اللي انت عايش معاها
فتنهد توفيق بضيق مما أصبح يحدث بالدنيا التي يقصها عليه صديقه بسبب عمله
طب وانت هتعمل معاها ايه
فأبتسم عمار بلامبالاه
ولا حاجه تروح تشوفلها راجل تاني تتجوزه .. مش كفايه بسببها سيبت شغلي مع جاسم الشرقاوي بعد العمله المهببه اللي عملتها معايا
فتذكر توفيق ذلك الأمر والذي بالفعل ترك صديقه العمل من أجل الا يخون الرجل الذي يعمل معه ويستأمنه
وزفر عمار أنفاسه وهو ينفض صورة رفيف من عقله
...................................
ركضت ورد للمشفي ومعاها كل من ليليان وبشير
ووقفوا ينتظرون خروج فريدة والتي الي الآن لا يعرفون عن حالتها شئ
كانت ورد تقف شارده ..فكل شئ أصبح يتراكم فوق كاهلها .. وسمعت صوت ليليان وهي تسأل بشير
هل هاتفت كنان وابلغته بالأمر
فحرك بشير رأسه
لا يوجد تذاكر طياران الليله .. سيأخذ طيارة خاصه
وصدح رنين هاتف بشير ليخبرها بقلق
أنه كنان
وابتعد عنهم ولكن كان صوته مسموع لهم
لا نعلم شئ الي الآن كنان ..ورد بخير لا تقلق .. ستصعد للطائرة الآن .. انتبه لنفسك صديقي
وانهي المكالمه ..لتقترب ليليان من ورد هامسه
ورد تعالي اجلسي .. سأذهب واجلب لكي شئ تشربيه
وربتت علي ظهرها بحنان ثم ضمتها قبل ان تذهب لتجلب لها عصير يفيدها
واقترب بشير منها يخبرها عن موعد وصول الطائرة
لا تقلقي ورد سيكون كل شئ بخير
وعاد يقف أمام غرفة العمليات ينتظر معرفة اي شئ
وعادت ليليان بالعصير ..لترفضه في البداية ولكن مع ألحاح ليليان تقبلته
وأخذ عقلها يدور بنقطه واحده موعد وصل طائرة كنان
..................
نظرت إليه وهو يلتقط بعض ثيابه ..ثم اتجها ليغادر الغرفه
انت مش هتنام هنا
لم تجد منه رد الا انغلاق باب الغرفه پعنف
فأندفعت نحوه ..وهي تعلم وجهتها بالتأكيد سينام في الغرفة التي كان ينام بها في بداية زواجهم
ودخلت خلفه للغرفه لتجده يبدل ثيابه بهدوء
جاسم رد عليا انت ليه بتعاملني كده
وكأنه في عالم وهي بعالم آخر
انهي ارتداء ملابسه واقترب من الفراش يتسطح عليه
ممكن تقفلي النور وتاخدي الباب في ايدك وتمشي ..
فأقتربت منه تجلس علي الفراش جانبه وقررت ان تشاكسه لعله يسامحها كالعاده
ولو قولت لاء
ومالت نحوه ټدفن رأسها بصدره
مقدرش انام وانت زعلان مني
واخذت يداها تعبث بأزرار منامته ..فلا بأس من بعض قواعد الإغراء الليله ولكن وجدته يشيح يداها بعيدا عنه
مهرة ياريت متعلبيش معايا لعبك السخيفة ..
واغمض عيناه متمتما
اطفي النور ومع السلامه
طردها بأسلوب بارد عاهدته منه قديما ..فنظرت إليه بعد أعطاها ظهره ولم تجد شئ تفعله الا الرحيل لغرفتها لعلها تفكر قليلا
..............................
وقفت ورد بجانب سيارة الأجرة في الموعد الذى علمت ان كنان سيعود فيه ..اخبرت ليليان وبشير في المشفي أنها ستعود للمنزل لتأخذ دوائها وتعود ثانية
كانت ليليان تتفهم الأمر لأنها تري شحوبها ولم يظنوا أنها ذهبت لهدف آخر ..ذهبت لتري زوجها وهو عائد مع عشيقته التي أخبرتها عنها سيلا
وأخيرا التقطت عيناها كنان ومن معه ... فأسرعت تداري جسدها خلف سيارة الأجرة
كان الطريق هادئ والظلام اقترب ان يزيل ستائره
امرأة لم تلمح الا جانب من وجهها تسير بجانبه
الأمر لم يكن به شئ ولكن عندما عانقته وبادلها هو العناق ثم قبلته علي خديه...علمت الحقيقه
وتنفست بصعوبه وهي تضع بيدها علي قلبها تحادثه
ارأيت نهايتك
..........................
مرت الايام بعد
متابعة القراءة