رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل السابع إلى الرابع عشر)
المحتويات
بأن جاسم يجيد الايطاليه ببراعه ... كانت امرأه واحده غيرها معهم ويبدو أنها رفيقة أحدهم ولعدم فهمها للغتهم لم يتشاركوا الحديث
أخبرها جاسم بسعادتهم لقبولها الدعوة فهم الي الآن لم ينسوا ضيافتها لهم ولا طبق الكشري الذي اكلوه
ليندمج جاسم بعدها معهم ..فمشروعهم قد وضعت اساسياته وجاسم هو المسئول عنه هنا وهم سيعودوا لوطنهم
فالشمس قد قاربت علي الغروب
كان الجو مشحون بطاقة جميله جعلتها تنسي حنقها من تلك الرحله وتقدمت لحافة الباخرة وتركت لرئتيها حرية التنفس بأستنشاق الهواء وتمتمت براحه
الجو جميل بشكل ورد كان عندها حق
ونظرت حولها لتتأكد من خلو المكان الا بها في هبطت للجزء السفلي من الباخرة
واخذت تفرد خصلاتها الطويله المموجه بأيديها
ولم تدرك بوجود جاسم الذي هبط من أعلي باحثا عنها .. فاليوم لأول مره يري خصلاتها الطويله ذات اللون البني
فهي دوما تعقد شعرها تخفي طوله.. عيناه اليوم كانت تري مهرة الأنثي
وفاق من شروده وهو يجدها تحني جذعها العلوي علي حافة الباخرة وتمد يدها نحو المياه الجارية
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
كانت علي وشك ان تصل كف يدها لملامسة المياه ولكن صوته جعلها تتراجع سريعا متذكرة خصلات شعرها التي قد تركتها حره
المرادي احنا في النيل ..مش في حمام السباحه
فأرتبكت وهي تلتف نحوه تجمع خصلاتها .. تطالعه بأعين متوتره
ليقترب منها جاسم متفحصا هيئتها
ونظر لعينيها التي تشبه لون خصلاتها
فين النضاره
يبدو ان اليوم هو يوم رؤيتها وكأنها ليست هي
وعقدت شعرها برابطته ثم مسحت عليه ترتبه
مجرد تغير
وضيقت عيناها وهي تتذكر فعلة ورد بأمر نظارتها
اما موضوع النضاره .. نسيتها
بس باين ان نظرك كويس ..ميستهلش انك علطوول لبساها
فأشاحت وجهها بعيدا عنه ..تنظر إلى مجري المياه
ممكن نسميها تعود
وابتسمت وهي تشعر بملمس الهواء يداعب وجنتيها
الجو جميل اوي
فخطي خطوه لجانبها .. متنهدا براحه
وتابع وهو يطالع ما أمامه بأعين ثاقبه
الجو الجميل والراحه النفسيه بتجدد الطاقه
فزفرت مهرة أنفاسها ببطئ
حيث كده من واجب صاحب الشركه علي موظفينه رحله كل فتره عشان نجدد طاقتنا
وألتفت نحوه ..فوجدته يطالعها وهو يعقد حاجبيه متذكرا يوم ان سألها صديق والده في النادي الرياضي إذا كان ديكتاتورا في عمله ام لا
للاسف انا ديكتاتور
علمت من رده الساخر أنه يتذكر نعتها له بذلك فيما مضى
ياخسارة .. كلها أحلام موظف غلبان
فأتسعت أبتسامته ... وهو يحدق بها
انتي غلبانه يامهرة .. اي حد يقول الكلام ده غيرك
وتابع وهو يتذكر مواقفها
قوانين عمل وبتطبقي اللي يعجبك .. جدال وبتجادلي معايا انا شخصيا .. قرارات وأخدتيها
فكشرت بوجهها بطريقة مضحكه
هو قرار واحد اللي أخدته وكان صح
فطالعها جاسم بهدوء وهو يري أصبعها أمامه
كويس أنك كنتي بتشتغلي حرة نفسك
وتابع ضاحكا
انتي مديرة نفسك يامهرة...دماغك ديه مينفعش معاها رئيس ومرؤوس
رغم أنها تعلم ان كلماته لم تكن مدح... الا أنها شعرت بفخر
أوعدك بعد تجربتي العظيمه في شركتك .. مش هكرر تجربة الشغل مع مدير يؤمر وينفش ريشه عليا ولا كأنه ..
وأتسعت عيناها وهي تجد ان كلماتها قد فهمها عليه وحده ..فهي تتحدث بالمجمل وقد أخذت راحتها في الحديث معه كونهم الأن خارج العمل
احم هو انت كنت جاي ليه
ليزفر جاسم أنفاسه بحنق وهو يبتعد عنها صاعدا لأعلي
انتي لسانك ده محتاج تحجيم ..
وتابع دون ان يلتف إليها
ياريت تحصليني
لتنظر اليه وهو يصعد لاعلي متمتمه بحنق
الراجل كان لطيف معايا ..
وأتبعته وهي تحادث نفسها
بس ده طلع بيضحك ويبتسم وبيتعامل ببساطه
وقبل ان تكمل باقي حديثها مع نفسها .. وجدته يقف أمامها لا يفصل بينهم إلا خطوه واحده ..ومال نحوها
عدي السهره ديه علي خير وبلاش تحرجيني
فأتسعت عيناها ..وهي تجده يكمل سيره
.......................
جلست بأرهاق على فراشها وكادت ان تغمض عيناها
مهرة انتي هتنامي قبل ماتحكيلي التفاصيل
فتأوهت مهرة بأرهاق وأخذت تتثاوب
بكره ياورده هحكيلك كل حاجه.. مش كفايه يوم الاجازه ضاع
لتتمتم ورد بألحاح
عشان خاطري يامهرة
وازداد ألحاحها ..الي ان وجدت مهرة تدفعها بيدها عنها
بس خلاص
وزفرت أنفاسها وقد عادت ذكرى اليوم بكل مافيه
الباخرة كانت جميله اوي ياورد .. ولا الأكل تحفه
فحدقت بها ورد بملل
أكل يامهرة .. انا عايزه أسمع تفاصيل مواقف
وغمزت بعينيها وهي تتنهد
مثلا الأيطالين كانوا بيتعاملوا ازاي .. جاسم بيه تعامله معاكي بره الشغل وفي الهواء الطلق كان ازاي
فأبتسمت وهي تتذكر ماحصل بينهم
جاسم بيه والهواء الطلق .. ورد حببتي جو الأفلام والروايات بتاعتك انسيها
وتابعت وهي تأخذ وسادتها بين ذراعيها وتعطيها ظهرها
وعشان أريحك انا مجرد لجاسم الشرقاوي حتت موظفه لا راحت ولا جات .. وهو بالنسبالي بلاء مستنيه أخلص منه وأرجع لحياتي ومكتبي الصغير والقضايا بتاعتي
وغفت وهي تحلم بأحدي مرافعاتها أمام القاضي وصوتها يزلزل المحكمه
.......................
أرتدت ثيابها الرسميه بسعاده وهي تتأمل هيئتها أمام المرآه لتجد كريم يقف خلفها مبتسما
مبسوطه
فحركت رأسها بفرح .. وأكملت وضع زينتها ثم خرجت من الغرفة
دون ان تعطي له اي ردة فعل كما ظن
فقد ظن أنها ستعانقه كما كانت تعانقه
او ستطبع قبلة
متابعة القراءة