رواية لحن الحياة بقلم سهام صادق(الفصل السابع إلى الرابع عشر)
المحتويات
الفصل السابع.
_ رواية لحن الحياة.
_ بقلم سهام صادق.
أبتعلت ريقها وهي تري نظراته الجامده تحدق بها ثم ابتسمت بشحوب وألتفت حولها لعلها تهرب من نظراته وتجد لنفسها مخرج من تلك الورطه الحمقاء التي أقحمت نفسها بها .. ولأول مرة تشعر بشعور الفأر الواقع بالمصيده .. وعادت لأبتلاع ريقها مجددا وهي تجده يعتدل في وقفته ويعقد ساعديه أمام صدره
بتعملي ايه هنا
فأعادت سؤاله عليه كي تلهيه قليلا إلي ان تجد فكرة تخلصها من هذا الحصار
بعمل ايه هنا !
وداعبت ذقنها بتفكير وهي تضم حاجبيها ببعضهما
بتعملي ايه يامهرة هنا ... بتعملي ايه
ثم ضړبت جبهتها ونهضت من فوق المقعد متسائله
هو انا قعدت هنا ازاي
كنت جيبالك الورق ده
وعندما وجدته ينفخ أنفاسه وسيتكلم .. وضعت الأوراق بين يديه
وفرت هاربة من أمامه .. فأسلم حل هو الهروب
لينظر جاسم لطيفها ثم نظر الي الأوراق التي بيده متذكرا تقليدها له بصوت خشن ..متوعدا لها
كانت السعاده ظاهرة علي وجه ورد وهي تقف أمام شقيقها أكرم تخبره عن قبولها في تلك الوظيفه
ليسيروا معا يتحاكون
وفجأه رن هاتفه ..ليقفوا عن السير ..لينظر أكرم الي الرقم بتوتر
ثم هتف بتعلثم
ايوه يا ماما .. لاء انا مش في المحل انا في مشوار كده
ساعه وهكون في المحل
وبعدما اغلق هاتفه ..نظر الي ورد التي تحولت ملامحها للانكسار وتقدمت منه وهي تشفق علي حالها هي وشقيقتها
هم ابنتي المرأة المنبوذه التي لم تتقبلهم زوجة أبيهم يوما رغم أنها هي من زوجة والدتها لوالدها
ليقترب منها أكرم بأسف
متزعليش ياورد .. انا عملت كده منعا للمشاكل انتي عارفه ماما
اه عارفاها ..حتي بعد اللي مهرة عملته عشان ابنها برضوه بتكرهنا
وتابعت پألم
وانا اللي افتكرت ان تضحية مهرة بسنة من عمرها تشتغل تحت رحمة واحد وهي عمرها ماحبت حد يتحكم فيها ..هيتغير حاجه
لينظر اليها أكرم بأسف وهو لا يعرف بما سيجيب
فالأجابه معروفه والدتهم هي من تتحكم بكل شيء
.....................
عادت مهرة من عملها بأرهاق وهي تسير بخطوات بطيئة ... لتنظر إلي محل البقالة ثم أقتربت منه
ازيك ياشيكا
فنهض شيكا من مقعده ..وجذب لها مقعد وبدء يخبرها عن إيراد اليوم
كل حاجه تمام ياست مهرة
ووضع مفتاح محل البقالة أمامها
كده الفترة بتاعتي خلصت ..
وأنصرف نحو مصدر رزقه الثاني ...لتبستم مهرة وهي تلتقط المفتاح متمتمه
جدع وأصيل الواد شيكا
....................
دلفت مهرة لداخل الشقه تستنشق رائحة الطعام بمتعة ودبدبت على معدتها بتلذذ
ريحة الأكل حلوه اووي
وهتفت بأسم ورد ..لتخرج ورد من المطبخ وهي تمسك بأحد المعالق
أتأخرتي كده ليه يامهرة
لتستنشق مهرة الطعام مجددا .. وهي تتخيل أصنافه
عديت على المحل وأخدت المفتاح من شيكا
فحركت ورد رأسها بتفهم ... لتتسأل مهرة وهي تقترب من المطبخ
انتي طابخه ايه النهارده ياورد
فضحكت ورد على مظهر شقيقتها
أشتريت البطه اللي نفسك تكليها من زمان وعملت
وظلت تتباطئ في الحديث الي ان اتسعت عين مهرة
عملتي محشي
فتعالت صوت ضحكات ورد
كل الأنواع..قولت أدلعك قبل ما ابدء الشغل
لتبتسم مهرة وتقترب منها ټحتضنها
مع اني مش عايزاكي تتبهدلي .. بس عمري ماهقف في طريقك
فضمتها إليها ورد أكثر الي ان شهقت بفزع
صنية البسبوسه
وركضت نحو المطبخ ..لتضحك مهرة وهي ترقص حاجبيها
يارب كتر من إحتفالات ورد
..................
جلس جاسم يتناول طعامه بمفرده دون شهية .. فبعد رحيل كريم وأصبح شعوره بالوحده يزداد
ليجد هاتفه يدق...فنظر لرقم المتصل وكل يوم فكرة أرتباطه برفيف ټقتحم عقله
فبعد أشهر قليله سيكون في منتصف الثلاثين
وأشار للخادمه كي تزيل الطعام الذي لم يمس منه الا القليل وأبتسم وهو يعاود الأتصال بها صاعدا نحو غرفته.
..........
وضعت مهرة بيدها علي معدتها بعد ان أنهت آخر قطعه من طبق الحلوى
عندي شعور اني هنفجر
فأبتسمت ورد هاتفه بسعاده
أحطلك تاني
لتزيح مهرة يد ورد عن طبقها
خدي صنية البسبوسة بتاعتك والطبق ده وامشي من قدامي
وتنفست بصعوبه وهي تنهض من أمامها
بطني بتتقطع
فضحكت ورد وهي ترفع الأطباق متجها نحو المطبخ
ياسلام عليكي ياشيف ورد ..
وتابعت حديثها من داخل المطبخ
مهرة انا لازم اوصل الشغل الساعه 9
والطريق بياخد ساعه ونص
لتهتف مهرة بآلم بمعدتها
انا مش عارفه ايه لزمته الشغل ده ... ما انا بشتغل أه
لتضحك ورد من داخل المطبخ
ايه أخبارك مع جاسم الشرقاوي
ليتحول وجه مهرة للحنق
ليه السيره اللي تسد النفس ديه
ووجدت ورد تقف أمامها
نسيت أقولك حاجه مهمه
فأنتظرت مهرة ان تكمل عباراتها ..فوجدت علامات الأرتباك ظاهرة علي وجهها
فاكره الراجل اللي حكتلك عنه
فلمعت عين مهرة بخبث
ابو لحيه حلوه وعيون ملونه
فأرتبكت ورد وهي تتذكره
طلع صاحب المنتجع
لتصمت مهرة وهي تتابع ملامح شقيقتها إلي ان تنهدت بقوه
ورد اسمعيني كويس ... الموقف ده تنسيه خالص ولا كأنه حصل ...كده كده هو مش هيفتكره ولو أفتكره
متابعة القراءة