رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الخامس والستون إلى التاسع والستون_
المحتويات
وأنت سمعتي قولت إيه
اعتبريني مسمعتش يا فتون وكفايه كلام الوقت بيضيع
.......
علقت عيناه بالطبيبة وهى تهبط الدرج ملامحها لم تجعله يتنبأ بشئ رغم مكوثها لديها لساعة كاملة وبضعة دقائق
طمنيني يا دكتوره
عدلت الطبيبة من نظارتها تنظر نحو غرفة مكتبه التي دلفتها معه قبل صعودها لأعلى
خلينا نتكلم في غرفة المكتب
خرجت زفرته بقوة أشد فلم يعد يتحمل هذا الصمت وهو جاهل لما حدث مع زوجته في ذلك المسكن
زوجته لقد بات يعترف أن بسمه زوجته وليست زيجة متهورة أتخذها دون عقل ومنطق
جسار بيه حالة المدام مقدرش احكم عليها من أول جلسه.. المدام محتاجه جلسات أسبوعية
عادت تعدل من وضع نظارتها الطبيه تركز عيناها نحو ما خطته بقلمها
هى منطقتش غير ببعض الكلمات وزي ما فهمت وتوقعت
نهض عن مقعده في صډمه ينظر نحوها بنظرات قاتمة.. فعن أي تحرش تتحدث وهى كانت.....
لبرهة وقف عقله وسرعان ما كان يستنتج الأمر الأمر الذي بات المعظم يعلمه ويؤيده البعض
زي ما فهمت يا جسار بيه مراتك متحملتش صدمة تانيه خصوصا بعد الليله اللي تمت بينكم علاقة وتركها للبيت بيتهيألي أنتوا الاتنين بقيتوا محتاجين تسجلوا جلساتكم سوا.. رغم إني شايفه إن حضرتك مش محتاج جلسات.. أنت عارف كويس عايز إيه
لكنك بتكابر لأنك للأسف راجل ديما بتعتمد على خيارات العقل زوجتك الأولى كانت جميله من نفسك طبقتك الإجتماعيه حتى الزيجة الأخيرة كانت لأنها برضوه جميله شبيها لزوجتك لكن زوجتك الحالية اختلفت عنهم في كل المقاييس
هتقدر تتجاوز اللي حصل معاها يا دكتوره
حاولت أن تنتقي الطبيبه كلماتها بعناية كما اعتادت
أكيد هتتجاوز لكن الموضوع محتاج وقت قبل ما نبدء الجلسات النفسيه... هي محتاجه تروح لأكتر مكان بترتاح فيه أو أكتر حد ممكن تتكلم معاه
والاسم خرج من شفتيه دون تفكير ملك الوحيدة التي تحتاجها بسمه رغم الخيبة التي سيراها في عينيها بعدما تعرف إنها أصبحت زوجته حقا وقد خان الوعد الذي وعده
لها
......
التمعت عينين فتون في دهشة ممزوجة بالسعادة وهى ترى هيئتها النهائية في إطلاله بسيطة ومحتشمه
كده أنت جهزتي يا فتون زمان سليم بيجهز.. يلا بقى غادري الاوضه بتاعتي عايزه ارتاح
أنا بقيت شبهكم هانم
ما أنت هانم فعلا يا فتون مش عارفه ليه لسا لحد دلوقتي بتبعدي نفسك عن الصوره
كل حاجه ليها عمر إفتراضي
رغم خفوت العبارة إلا أن خديجة التقطتها مدت لها يدها حتى تقترب منها فلم تعد تستطيع الوقوف كثيرا
مافيش حاجه بتنتهي يا فتون غير لما بنكون عايزينها تنتهي إحنا بايدينا نحافظ على النعم اللي محاوطانا قولتلك بلاش الخۏف
أنا فعلا مشكلتي الخۏف مش عارفه أنجح في أي حاجه في حياتي
هتنجحي يا فتون بكره هكون أنا اللي واقفه بصقف ليكي وسط الناس كلها.. النهاردة هيكون سليم هو اللي هيصقفلك
هل تعانق هذه المرأة بقوة أم تصفها ببضعة كلمات أم تكتب لها أبيات من الشعر هى تستحق ما سوف تخوضه مع جنات في خطه تعلم إنها لن تثمر إلا بالفشل الذي تستشعر حدوثه
الوقت يا فتون الحقي سليم قبل ما يمشي.. سليم في الأوقات اللي زي ديه مبيحبش الإنتظار وهيقولك تعالي مع السواق
لا لا.. انا مقدرش اروح الإحتفال لوحدي
ركضت من أمامها كطفله صغيره متعلقة بوالدها
سليم أب لطفلتين هفضل اقولها ليه ديما
.....
تنفس الهواء بشعور مختلف ولكن ما يشعر به إنه عاد بقلب صار خالي من كل الأحقاد
طالعها وهى تمسك يد الصغير الذي بات يحدق بكل شئ حوله وسرعان ما علقت عيناه بشقيقته التي اتجهت نحوهم في سعاده لرؤيتهم بتلك الروح الجديده
حاسس وكأنكم بقالكم سنه ما كنتوا تعيشوا هناك
ضحك رسلان وهو يضمها إليه لقد افتقد ميادة القديمة ولكنه اليوم يشعر وكأنها بدأت تعود لميادة شقيقته
مش عايز اصدمك واقولك إني بفكر اقبل عرض عمل عرضه عليا صديق زميل في السعوديه
ابتعدت عنه ميادة وقد تلاشت تلك السعادة عن ملامحها ظن شقيقته تعبس متذمرة كما كانت تفعل قديما ولكن ملك وحدها ما كانت تعلم أن ميادة باتت تخاف من فقدهم بشدة
أنت عارفه رسلان يا ميادة لازم يحسسنا إنه كل الأوطان عايزاه
شيخه ملك هذا يعتبر إفتراء
كتمت ملك ضحكتها بصعوبه حتى لا تلفت الأنظار حولهم
تعلق الصغير في عنق ميادة التي ضمته إليها تنظر إلى شقيقه في سخط من مزاحه فهل يريد المزيد من البعد عنهم
سبقتهم ميادة نحو السيارة لما اشقائها يفضلون البعد...كل شئ صار ېخنقها في منزل لم تظنه سيكون فارغ هكذا
تحركت ملك خلفها بعدما عاتبته ولكنها تعلم أنه سيصلح الامر
استقلوا السيارة وقد اتخذ مكانه جوارها
متزعلش مني يا رسلان لكن كل حاجة الايام ديه بتضغط عليا.. بابا خلاص هيسيب الوزاره وماما حالتها بتسوء ومحمد في سويسرا بسبب ظروف شغله وانت تقولي كمان عايز تبعد زياده
تفاجأت من تلك الضمھ القوية التي ضمھا بها إليه يهتف مشيرا للطريق
اطلعي يلا على الفيلا كاميليا هانم وعزالدين باشا وحشوني
ارتسم الذهول فوق ملامح ميادة فما الذي هتف به شقيقها للتو
استدارت بجسدها في لهفة تنظر نحو ملك تخشى أن ترى تلك النظرة التي كانت تراها كلما تحدثت معها عن حال والديها وحزنهم الشديد على حفيدهم وإبتعاد رسلان عنهم
ولكن ملك كانت مسترخية في جلستها تمسح للصغير فمه متقبله إقتراحه
......
وقف في عجالة أمام المرآة يهندم قميصه قبل أن يتناول سترته لتكتمل أناقته
انتبه على دخولها دون أن يحيد عيناه عن المرآة
فتون قدامك عشر دقايق عشان نتحرك لو لسا مجهزتيش هسيبب السوائق يوصلك
إستدار صوبها حتى يؤكد لها ما سيفعله إذا لم تتحرك وتنتهي من تجهيز حالها
عيناه علقت بها وقد ارتفع كلا حاجبيه في دهشة خفضت عيناها نحو طرف الثوب تخشى تعليقه
سليم ارجوك من نظرتك ديه هتقول الفستان مش حلو
اقترب منها وقد زالت الدهشة عن عينيه
بالعكس يا فتون أنا منبهر بأناقتك
شقت ابتسامة خفيفة شفتيه وهو يرى توترها.. فاجتذبها نحوه
بتكبري وتحلوي يا حببتي وأنا الشعر الأبيض بدء يغزو شعري قوليلي أعمل فيكي إيه
كلماته طرقت أبواب حصونها تشعر بلمساته البطيئة تداعب خصرها
وتفتكر إني ممكن أسيبك حتى لو عجزت
تراجع للخلف لقد صډمته في جوابها وسرعان ما كانت تنفرج شفتيه بضحكة صاخبة
مكنتش مستني الكلمه ديه منك يا فتون أعجز.. وأنا اللي افتكرت هتقوليلي أنت لسا شباب
داعب خديها بأنامله بعدما ارتسمت ابتسامة خجلة فوق شفتيها
أنت بتعرف تقول كلام حلو وتلعب بيا لكن أنا مقدرش اغلبك بكلامك
لا خلاص غلبتيني
قربها منه يلثم جبينها قبل أن يتجه بها نحو طاولة الزينة يديرها حتى تقف أمامه ويلتقط تلك العلبة
ديه هدية نجاحك اللي انا منستهاش لكن السنه اللي جايه عايز تقدير حلو يا حببتي.. مش
متابعة القراءة