رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الخمسون إلى الخامس والخمسون_

موقع أيام نيوز

ضاحكة من عبارته
 بتضحكي انا عايز أحس إني اتجوزت
تمالكت ضحكاتها تغمس لقمه من الطعام في الطبق ثم اقتربت منه تدسها داخل فمه
 ديه تاني جوازه ليك يا دكتور
عبست ملامحه يمضغ اللقمه بضيق بعدما ذكرته بزيجته الأولى
 أنت جوازتي الأولى يا ملك وبلاش تفكريني بأكبر غلط عملتها في حياتي
نهض عن طاولة الطعام وقد ضاعت جميع أحلامه عن فطار هادئ تزينه الدعابات وربما القبلات
 رسلان أنت مش هتكمل فطارك
 نفسي أتسدت خلاص ورايح أنام
أسرعت في التقاط ذراعه تهتف نادمه
 رسلان رغم إن جوازك من مها امر واقع وحقيقه واكبر دليل ولادك.. لكن أنا اسفه
ولزمتها إيه الأسف بعد الحقيقه المره اللي فكرتيني بيها
قالها مازحا ينفض عنه ذلك الشعور الذي اقتحمه فرفعت حاجبها الأيسر متسائله رغم علمها الإجابة
 بتهزر يا دكتور
 طبعا بهزر يا عيون الدكتور
تمتم بها وهو يطاوق خصرها بذراعيه يقربها منه
 تصدقي النوم طار وجوه عقلي حاجات مش ولا بد
لم تتمكن من السيطرة على صوت ضحكاتها فرسلان يبهرها كل يوم بشخصيته الجديده المتطوره
 اتغيرت يا رسلان
قربها إليه بشدة يداعب أنفها بأنامله
 والتغير حلو ولا وحش
 كل حاجه في حياتي بقت حلوه يا رسلان.. حاسه إني اتولدت من جديد ورجعت أحبك كمان من جديد
ارتسمت الصدمه فوق ملامحه سرعان ما أدركت إنه يشاكسها بتعبيرات وجهه
 رجعتي تحبيني من جديد لا لا الموضوع محتاج كلام كتير وشكلي
ابتعد عنها بأنفاس لاهثه كحالها ينظر إليها مستمتعا بډفن رأسها في صدره
 وأنا قلبي محبش غيرك يا ملك ولا عمره وقف عن حبك 
وقفت ناهد مستمعه لحديثهم تقبض فوق الخاتم الذي سيكون ثمن لجريمتها الجديدة
ضاعت ذكرى أبنتها وقد وضعوها خلف ظهورهم ومضوا.. ينعمون بحياتهم مكملين طريقهم وابنتها وحدها من أخذها المۏت وحرمت من أن تعيش شبابها
........
وضع جسار هاتفه فوق أذنه يسمح للمتصل هذه المرة بالحديث وإلقاء الأوامر
 النهاردة يا باشا هجيب المأذون .. واخوها بنفسه هيجوزهاني عشان ميبقاش عندك حجه
 خلصت كلامك
أراد عنتر أن يستفره بحديثه
 عايز اكلم العروسه أشوفها لو محتاجه حاجة
واردف مستمعا بعدما وجده عاد لصمته لا يستمع إلا لصوت أنفاسه
 ولا اقولك الايام جايه كتير مش هتبقى مراتي يا باشا
.
وقفت تنظر لما صنعته بيديها راضيه تملئها السعادة بعمل قامت به وهي محبة له ورغم الإرهاق الذي حصدته بعد ليلة قضتها دون نوم إلا أن رؤية الأنبهار في أعين الخدم وهم ينظرون لصنع سيدة المنزل الصغيرة ومدحهم لها ازادها فخرا
 تسلم ايدك يا هانم ده أنت طلعتي أشطر مننا
هتفت بها وردة الخادمة بعدما التقطت من الفطائر المحلاة تمضغها داخل فمها مستمتعه بمذاقها الحلو وقد أكتشفت اليوم إنها ذو روح مرحة
وكظتها هدى بعدما زجرتها بعينيها بعد حديثها فسيدة المنزل كانت مثلهن من قبل مجرد خادمة فلا داعي لحديثها الأحمق
ابتلعت وردة ما مضغته تضع بكفها فوق شفتيها لا تستوعب أن حديثها الذي قالته بحسن نية ستأخذه سيدتها الصغيره إهانة
ترقبت السيدة ألفت ملامح فتون وانتظرت أن ترى ردة فعلها
 كان عندي جارة جميله أسمها الست إحسان علمتني حاجات كتير في صنع الحلويات غير إن كان عندي مطعم صغير يعني زي ما تقولوا كده عندي خبرة
تعلقت عينين السيدة ألفت بها سعيدة بحديثها الذي اذهلها ابتسمت الخادمتين براحة بعدما وجدوا سيدتهم الصغيره تتجاذب معهم ببعض الأحاديث عن حياتها القديمة وقد زاد إنبهارهم وتعجبهم من الواقع فالسيدة الصغيرة انتقلت من حال إلى حال أخر أكثر ثراء ورجل تتمناه الكثيرات وقد اختارها هي
غادرت فتون المطبخ متذكره إنها تحتاج لقسط من الراحة
 يا سلام لو الواحد يكون محظوظ كده يا بت يا هدى
 ياختي انا شوفت نصيبي خلاص والشقا طلع ورايا ورايا
امتقعت ملامح وردة تزم شفتيها مستاءة من حال رفيقتها بالعمل
 هو أنا ليه كل ما اقولك عن أحلامي ديما كده منزلاني على أرض الواقع وبتسدي نفسي
التوت شفتي هدى فوردة فتاة حالمه ولكن هي لا تحب إلا العيش في الواقع
 يا.. يا هدى لو لقيت راجل كده زي
 وردة
صړخت السيدة ألفت بعدما لم يعد يعجبها الحديث الدائر بينهم 
 مش قولت مليون مرة نخلينا في شغلنا
انتفض جسد وردة وقد انتبهت للتو على نظرات السيدة ألفت الغاضبة
 ڠصب عني يا مدام ألفت اصل حكاية الهانم ولا في الأحلام..
وعادت لأحلامها بعدما أقتحم رأسها المشهد الذي وجدت فيه رب عملها وهو واقف جوار سيدتها الصغيرة يعاونها في تزين بعض الحلوى سيدها الوقور الثري يقف في المطبخ شئ إلى الأن لا تصدقه ولم تخبر به رفيقتها هدى حتى هذه اللحظة بسبب وجود السيدة ألفت 
 وردة قولت إيه شوفي شغلك
أجفلها صړاخ السيدة ألفت كالعادة تسأل حالها لما لا تمنحها السيدة ألفت فرصة مع أحلامها
 حاضر يا مدام ألفت ده حتى النهاردة يوم طويل
.........
صعدت درجات الدرج تأمل أن تكون أدت مهمتها بجناح وتتمكن من إسعاد قلب الصغيرة وسرعان ما تحقق ما كانت تأمل له فالصغيرة أخذت تهبط الدرج بخفة تحمل دميتها الصغيرة بيد وباليد الأخرى حملت مشطها الوردي الصغير
اتسعت ابتسامتها بغبطة وهي ترى هيئتها الجميلة إنها بالفعل أميرة صغيرة 
خطڤتها طلتها الطفولية بفستانها الوردي كعالمها واشيائها..
 فستانك جميل أوي يا ديدا
هتفت بها فتون وهي تقترب منها وعلى وجهها ابتسامة واسعة انكمشت الصغيرة على حالها تشيح عيناها عنها
أوجعتها ردة فعل الصغيرة ولكنها باتت تعتاد معاملتها النافرة تعذرها لصغر سنها وتعلقها الشديد بوالدها
 أنا واثقة إنك هتطلعي النهاردة شبه الأميرات
التف إليها الصغيرة وقد اعطتها حركتها أملا بأن مدحها أعجبها وستتحدث معها كما كانت تفعل ولكن نظرات الصغيرة صعقتها كما صعقها حديثها
 أنت وحشه وأنا مش بحبك
واسرعت الصغيرة راكضة نحو غرفتها تصعد فراشها وتجذب الغطاء نحو جسدها منكمشة باكية ومشهد والدتها المڼهار صباحا مازال يقتحم عقلها الصغير
 أنا مش بحبك أنت كمان يا بابي 
اختفت سعادة فتون وقد أضاعت نظرة الصغيرة أي سعادة كانت تحتل فؤادها
دلفت غرفتها حزينة تبتلع غصتها.. إنها تحبها حقا لا تتمنى لها طفولة بائسة كحالها.. تتمنى لها أن تحصد الكثير من السعادة في طفولتها حتى تكبر وتكون شابة قوية مشبعة بالحنان والحب
استمعت لصوت الطرقات فاسرعت في مسح دمعتها تلتف نحو السيدة ألفت التي دلفت للتو تطالعها بنظرات حانية
 متزعليش من كلام خديجة البنت صغيرة وبتتأثر من كل حاجة حواليها
ابتلعت فتون تلك المرارة وقد بدء الصداع يطرق رأسها
 شهيرة هانم النهاردة الصبح كانت نفسيتها مدمرة ومن غير ما تحس زعقت في البنت
منحتها السيدة ألفت عذرا للصغيرة اصابتها الكلمات تتذكر مشهد شهيرة بعدما رأته يقبلها ويحاوطها بذراعيه
 الأطفال في السن ده بيتأثروا بأي حاجه يا بنت
وهي كانت خير من يعلم عن هذا هي لم تعش تلك الطفولة التي تسمع عنها طفوله حاوطها الحرمان من كل شئ
 انفصال الأهل.. الطفل مش بيقدر يتجاوزه بسرعه والبنت صغيره متعرفش يعني إيه إن الأب يكون مع ست تانيه
 سليم ناوي يصلح الموضوع ده يا مدام ألفت خديجة كرهتني اوي وهي شيفاني موجودة مع وجود مامتها
وادرفت متفهمة لمشاعر الصغيرة
 أنا عامله زي اللي جيه غلط في الصورة لما اتلقطت
اقتربت منها السيدة ألفت مبتسمه تمد كفها تمسح فوق خدها
 بالعكس يا فتون أنت وجودك كان صح في حياة سليم بيه
والتمعت عيناها متذكره مشهده وهو يغادر المطبخ ملطخ الملابس
 أنا متأكده إن بعد حفلة
تم نسخ الرابط