رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الخمسون إلى الخامس والخمسون_

موقع أيام نيوز

عمرها ما فرق معاها سعادتي
 أنا يا رسلان ده أنت أغلى ولادي
هتفتها كاميليا بمرارة بعدما تحركت من أمامه وهوت بجسدها فوق أقرب أريكة
 قولت كلمني أنا وفهمني إيه سبب ثورتك علينا
اغمض رسلان عيناه ينظر نحو والدته يسرد لوالده حالة خالته النفسية التي لا تسمح بخروجها من المشفى
 ليه يا أمي..
 كنت عايزه اتولي إدارة الجمعيه قولي ازاي هتولي إدارة جمعيه عن حقوق الإنسان وأنا اختي رمياها في مصحة.. السړطان انتشر في جسمها وعلاجها بقى صعب أيامها بقت معدوده امنيتها الوحيدة تعيش اللي فاضل من عمرها جنب أحفادها من أمتى كان قلبك قاسې يا رسلان 
والدته تسأله لما أصبح قاسې لما لا يغفر وينسى الماضي
 بلاش يا أمي اتكلم خليني ساكت
سقطت دموع كاميليا فانسحب عزالدين نحو غرفة مكتبه فعن أي حديث سيتحدث وهو شارك معهم في إبعاد ملك عن حياة أبنه 
إستدار رسلان بجسده مغادرا لتتعلق عيناه بعينين ناهد التي وقفت أعلى الدرج تستمع كعادتها لما يدور حولها في صمت تضم كفيها ببعضهما بقوة
.........
توقف كاظم بسيارته بعد صراع طويل مع حاله أمام محل الأزهار الذي بحث عنه حتى يجد أقرب موقع إليه
طال مكوثه في السيارة يطالع صاحبة المحل وهي ترتب إحدى الباقات وتختار ورودها بعناية لذلك الواقف
زفر أنفاسه ثم ترجل من سيارته فلا بأس أن يعتذر عما فعله ويفعل كما فعل شقيقه.
........
غادرت فتون صالون التجميل لا تصدق إنها فعلتها وأحدثت بعض التغير في هيئتها التمعت عيناها تتخيل ردة فعل سليم عندما يتحدث معها ليلا صوت وصورة. 
استدارت بجسدها تلقي بنظرة أخيرة نحو صالون التجميل ثم اتجهت نحو السيارة تستقلها فقد تأخرت في عودتها. 
التمعت عينين مسعد وهو يحدق بالمكان بعدما غادرت يعض فوق شفتيه
 كبرتي واتدورتي يا فتون لا والفلوس عملت منك هانم كمان 
.........
دلفت فتون غرفتها تلقي بحقيبتها فوق الفراش ثم أسرعت بفك حجابها واقتربت من المرآة لترى ملامحها مجددا.
التمعت عيناها في إنبهار لا تصدق إن مجرد قصت شعر وصبغ بضعة خصلات منه يغير من شكلها ويجعلها فاتنة
اتسعت ابتسامتها شيئا فشئ تحرك يديها بين خصلات شعرها تنظر لحالها بسعادة
 يا ترى سليم هيكون مبسوط وهيلاحظ ده ولا هيكون زي ما بسمع إن الرجاله مش بتلاحظ حاجة
وقفت تتسأل تستنكر حيرتها
 هو أنا ليه واقفة بسأل نفسي وأنا ممكن اتصل بي وأكلمه ياريت يرد عليا او يبعت رساله مش معقول كل ده مخلصش شغل
التقطت هاتفها تهتف عبارتها متذمرة حدقت بالهاتف وقد صدح رنينه قبل أن تضغط على زر الاتصال تقطب حاجبيها في دهشة
 تعرفي إن كنت هكلمك بعد ما اكلم سليم مش هتصدقي عملت إيه في شعري
ارتعشت شفتي جنات تنظر نحو أختبار الحمل الذي جلبته بعد مغادرة كاظم صباحا
 هياخده مني يا فتون لو عرف هو قالهالي يا فتون
ضاقت عينين فتون تحاول أن تفهم ما تتحدث عنه جنات
 هياخد منك إيه يا جنات أنا مش فاهمه حاجة
 أنا حامل يا فتون كاظم هياخده مني لو عرف
دلف الشقة يبحث عنها بعينيه خاب امله في تواجدها خارج غرفتها فقد كان يمني نفسه أن يجدها بغرفة الجلوس أو المطبخ حتى يعطيها الباقة دون حديث وينسحب نحو غرفته متعللا بإحتياجه لحمام منعش قبل خروجهم للعشاء
حاول أن يستجمع شتات نفسه يزفر أنفاسه للمرة التي لا يعلم عددها ثم تحرك قليلا ووقف مرتبكا مترددا لا يعرف أيتراجع عن الأمر أم يفعل ما يخبره به قلبه
تحرك خطوتين ثم توقف حائرا يحملق بما يحمله بين يديه غير مصدقا إنه فعلها وجلب لأمرأة باقة أزهار كالأبله 
 لا أنت جايبها بديل عن اللي دهستها تحت رجليك يا كاظم أنت مش جايبها عشان تهاديها بيها 
حاول أن يقنع حاله إنه مازال لا يعترف بتلك المشاعر التي لا يراها إلا زيفا
إستمر في تقدمه نحو غرفتها وكلما أراد التراجع كان شيئا خفيا يحركه شيئا يذكره بتلك النظرة التي رمقته بها نظرة لائمة نظرة تحمل خيبة صاحبها 
تلاشت المسافة بينه وبين باب غرفتها فاطبق فوق جفنيه يزفر أنفاسه يخاطب عقله أن ما يفعله ليس ضعفا إنما تعويضا عن فعلته 
عادت عيناه تتعلق ب بتلات الورد الحمراء يتذكر سعادتها بتلك التي قدمها لها شقيقه أمس 
امتدت يده نحو مقبض الباب ينهي صراع عقله وقلبه. 
كل شئ اخذ يتلاشى من حوله وقد علقت يده في الهواء يستمع لصوتها الباكي 
 أنا مش عايزه الطفل ده يا فتون كاظم مش لازم يعرف
يتبع
بقلم سهام صادق

تم نسخ الرابط