رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الخمسون إلى الخامس والخمسون_

موقع أيام نيوز

في صراعاتنا يا شهيرة أنا وأنت اكتر ناس عارفين يعني إيه تكون ضحېة أهلك فبلاش بنتنا تواجه نفس مصيرنا
انسابت دموعها تأثرا بمشاعر باتت ټقتحم كيانها ولكن سرعان ما رفعت كفيها تمسحهما مبتسمة
 أنا بقيت بتأثر بسهولة كده ليه.. شكلي كبرت فعلا
 أنت لسا شباب يا شهيرة
بمرارة تمتمت تبسط كفيها أمامها
 لولا جلسات العناية بالبشرة واهتمامي بالرياضة كانت التجاعيد ظهرت بسهولة
 السن مش مقياس يا شهيرة أنت لسا ست جميلة وهتفضلي جميلة
تعلم إنه يبالغ في مدحها ولكنها كانت سعيدة بكلماته
 غير إنك ست ذكية لولا وجودك كانت شركة الأسيوطي وقعت من زمان
 طيب وأم يا سليم بقيت شايفني إزاي
طال صمته هذه المرة فظنته إنه مازال لا يصدق مشاعرها نحو أبنتهما 
 و أم رائعة يا شهيرة خديجة محظوظة إنك أمها 
انسحب بعدها من أمامها عائدا لغرفة مكتبه مجددا يختلي بها بعض الوقت فوقفت مكانها تحدق به وقد ازدادت يقينا أن مغادرتها لمنزله هي الأفضل 
.........
 تكوني صورة مشرفة
عبارة لو سمحت لعقلها لتتطرق بها ومعها لأډمت قلبها 
هل قالها من قبل لنسائه اللاتي حظوا بالزواج منه أم هي الوحيدة بينهن عار عليه
نفضت الأفكار من رأسها تنظر نحو هيئتها في الثوب البسيط الأنيق الذي أرتدته الليله ولأول مرة في حياتها تنظر لنفسها برضى دون نقص
 أنت جميله يا بسمه
رددتها لصورتها المنعكسة عبر المرآة لمرات عدة حتى جف حلقها وضحكت پجنون عما تفعله
ابتعدت عن المرآة تلقي هذه المرة بنظرة مدققة للغرفة التي دلفتها من قبل لتنظفها فكانت تؤدي مهمتها وتنصرف ولكن هذه الغرفة اليوم ملكا لها وستتمتع بالفعل لما هو ملك لها
اقتربت من فراشها الجديد تمسح فوقة تطبق فوق جفنيها بقوة وتزفر أنفاسها هامسة 
 خليك قوية يا بسمة وخذي حقك من الدنيا
افاقت على الطرقات الخاڤتة ثم دلوف السيدة سعاد بابتسامتها الحنونه متسائله
 تحبي أجيب العشا ليك هنا ولا هتاكلي مع البيه يا هانم
اصابتها الكلمه فمن هي التي ب هانم هنا
أقتربت منها بسمه بعدما اختفى الذهول من فوق محياها
 هانم أنت بتقولي إيه يا داده سعاد
اتسعت ابتسامة السيدة سعاد تؤكد لها مكانتها الحقيقية منذ اليوم 
 أنت ست البيت دلوقتي زوجة البيه
 داده سعاد ولا اقولك يا خالتي..أنا بسمه ولا لحقتي تنسي أنا مين
 برضوة أنت دلوقتي الهانم الجديده ها قوليلي تحبي اجبلك العشا فين يا هانم
 تاني هانم داده سعاد مالك فيك إيه إيه اللي غيرك فجأة
جذبتها السيدة سعاد من مرفقها ولكن توقفت عن دفعها للأمام تنظر إلى هيئتها
 غيري هدومك بسرعه وتعالي أتعشي مع البيه
 لا لا أنا مش جعانه وهنام عشان اقدر اصحى بدري ننضف البيت
 تنضفي بيت إيه ده أنت عروسه يا بنت وبعد يومين فرحك
 فرح! 
اتسعت ابتسامة السيدة سعاد شيئا فشئ تنظر إليها تومئ لها برأسها 
 جسار بيه ناوي يعمل فرح هو أنت متعرفيش
وسرعان ما كانت تتحرك من أمام السيدة سعاد فهي ظنته يلقي بهذا الحديث عبث ولكن ما دام الأمر وصل للسيدة سعاد فالأمر أتخذ بجدية
أسرعت السيدة سعاد خلفها تلتقط ذراعها تعيدها لداخل الغرفة 
 يا بنت استمتعي بكل مميزات الجوازة وبلاش تكوني عبيطه
 أنت اللي بتقولي كده يا داده سعاد
 أيوة يا بنت عايزاك تعيشي وتفرحي زي البنات حتى لو بتضحكي على نفسك
اصابتها الكلمات فاطرقت رأسها نحو كفيها تفركهما وتخبر حالها بالحقيقة
 شوفتي أنت بتقولي إيه إني هضحك على نفسي لو عيشت
حياه مش بتاعتي حياة مؤقته مسيرها في يوم مش هتكون ليا
 عشان كده أنا عايزاك يا بنت تاخدي حقك من الدنيا اتعلمي واعملي مشروع الصغير والبسي زي البنات واتعلمي تعيشي عيشة الهوانم مش يمكن حكايتك مع جسار بيه بداية لحياة تانية
سقطت دموعها فاسرعت في مسحها
 لو عيشت عيشة الهوانم لازم اهرب من اصلي ومحدش بيهرب من أصله يا داده
 محدش بيختار اهله يا بنت نصيبك من الحياة تشقي وتتعبي لكن الفرصه أهي جات.. المهم متضيعيش عمرك في سراب
علقت عينين بسمه بالفراغ فرمقتها السيدة سعاد بنظرة عطوفه
 هنزل أحط طبقك مع البيه
غادرت السيدة سعاد الغرفه مبتسمه تتمنى من داخل قلبها أن تنال بسمة ما لم تستطع نيله يوما
بعد دقائق هبطت بسمة الدرج بملامح مسترخيه تقسم داخلها إنها ستكون قوية وستحكي يوما قصة نجاحها كما حكت قصتها كفاحها
توقف جسار مكانه ولم يكن إلا متجها لغرفة الطعام طالعها بنظرة طويلة ثم أكمل خطواته نحو غرفة الطعام
تلاشت أي شعور أصابها واتبعته ثم وقفت خلف المقعد وحركته ببطئ 
 بحركه زي الهوانم يا باشا مافيش اي فرق
قصدت عبارتها عن عمد فطالعها ماقتا أسلوبها
 وتفتكري ديه طريقه بتتكلم بيها الهوانم
هل تحزن ام تتبع نظام التمرير
 اعرف كويس أكون هانم واختار أسلوبي
متقلقش...ومظنش سيدات المجتمع الراقي بيتعملوا في بيوتهم بأستقراطيه
حدقها بنظرة حانقة فيكفيه ما يشعر به وذلك الندم الذي يعتليه كلما تذكر أن يديه وضعت في يد رجلا تاريخه حافل بسجلات السوابق
بدء بتناول شربته ببطئ وقد اتخذ الصمت للحظات 
بدأت في تناول طعامها تنتظر منه أي تعليق سخيف ولكنه كان يعيش مع دوامة أفكاره يتسأل داخله لما هو فظ هكذا معها
هل يعاقبها على ظروف حياة لم تختارها فهو دائما متجرف فظ لا يحب إلا إمتلاك النفيس.. حتى الدرس الذي تعلمه قديما حينا فقد زوجته وبصره ووظيفته بالشرطه وجبروته ظل كما هو
عاد يحدق بها فوجدها تأكل ببطئ شديد حتى تظهر أمامه بصوره متحضرة ومقبولة
 من حقك تتعملي بالطريقة التي عايزه تعيشيها المهم تحترمي صورتي قدام الناس وتحفظي على اسمي لحد ما الطريق بينا ينتهي
واردف مستنكرا ذكر اسم شقيقها
 اتمنى ميكونش في أي تواصل بينك وبين أخوكي واللي اسمه عنتر ده تنسيه تماما
تجمدت ملامحها على ذكر اسم شقيقها تجيبه بمرارة
 فتحي عمره ما هيفكر يسأل عني لكن مش هيبطل يطلب منك فلوس.. أنا حبيت اقولها ليك من دلوقتي فلو ندمان تقدر بسهوله تنهي كل حاجة يا باشا وكده كده في يوم هنال لقب مطلقه فمش هتفرق دلوقتي من شهور أو زي ما أنت محدد تنهي العقد
وضعت معلقتها والتقطت المحرمة تمسح بها شفتيها ونهضت عن مقعدها
 تصبح على خير
تحركت بضعة خطوات بعدما القت حديثها ولكن سكنت مكانها
 وحفل الزفاف يا بسمه
بابتسامة باردة أجادة رسمها فوق شفتيها
 اختار الفستان اللي يعجبك يا بيه واشوف عايزني أظهر إزاي وأنا هنفذ الدور كويس أوي
........
توقفت السيارة أخيرا أمام بوابة المزرعة الخاصة بعائلة النجار 
طالعته ملك حانقة من قراره العجيب بعد مغادرة الاحتفال
 برضوه نفذت اللي أنت عايزه
تعالت ضحكته ينظر إليها مستمتعا بتذمرها
 حببتي إحنا وصلنا خلاص وياريت منضيعش وقت
 رسلان
دفعته حانقه من وقاحته فعادت ضحكاته تتعالا يرمقها بنظرات عابسه
 عندي عملية الضهر فننجز يا روحي ونستمتع بالوقت 
واقترب منها يحاصرها بين ذراعيه
 الولاد واطمن عليهم من ميادة المفروض حاليا متفكريش غير فيا
 هو أنت سامحلي أفكر غير فيك يا رسلان
 وهل يا ترى بتفكري فيا زي ما بفكر فيكي
تجهمت ملامحها من مغزى كلماته ترى العبث مرتسم فوق ملامحه
صدحت قهقته هذه المرة بقوة أكبر مبتعدا عنها فتمكنت من التقاط أنفاسها تنظر إليه حانقة
 لا إحنا فعلا بنضيع وقت
توقف عن الضحك وأسرع في الترجل من سيارته متجها إليها يفتح باب السيارة الأخر ويلتقط ذراعها
 أول ليلة في جوازنا كانت هنا وأنت ما شاء الله كنت سايرة على قاعده يتمنعن وهن
تم نسخ الرابط