رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل الثالث عشر إلى الفصل الثامن عشر_
المحتويات
أوداجه من شدة السعال
تناول كأس الماء يرتشف منه.. ولكن السعال لم يتوقف وكأن شيء بحلقه قد علق.. طالعته مترددة من تلك الحركة التي أعتادت رؤيتها ...
دبت فوق ظهره تنتظر النتيجة.. وكانت لها في النهاية ومن حظها أن السعال قد توقف
بقيت كويس يابيه
أبتلع كأس ماء آخر دفعة واحدة
الحمدلله.. شكرا يافتون
.............
إنه يوم الوداع... ذلك الشعور الذي تشعر به الآن هو نفس شعورها عندما ودعت أهلها وقريتها.. ضمتها السيدة إحسان إليها بقوة
أسفه يابنتي سامحيني... ڠصب عني
وهي كانت خير من يعلم.. عصام ضغط على كل جزء من مشاعرها سواء أم او جده يشتاق إليها أحفادها
دافعي عن حقك يافتون يابنتي
وفتون لم تكن تفعل شيء إلا إنها تشم رائحتها التي ستشتاق إليها
أبتعد عصام عنهم بعدما أغلق الشقة بإحكام وأطمأن على كل شئ وحمل الحقائب لأسفل
طالعت السيدة إحسان خطواته على الدرج وابتعدت عنها تخرج لها ذلك المفتاح الذي خبأته لها
دارت عيناها بينها وبين المفتاح تنظر إليها لا تفهم السبب
امسكي يابنتي قبل ما عصام يجي
وضعته السيدة إحسان داخل كفها وقبضت عليه
اعتبريه بيتك يابنتي
عاد عصام ينظر نحو والدته يصطحبها للأسفل برفق ولكنه وقف وهو يرى إحتضان والدته لفتون مره أخرى وكأنها بالفعل أبنتها
ركضت على الدرج ولكن جسدها أرتدي للخلف وعصام يقف أمامها
انا عارف يافتون أن أمي أستأمنتك على مفتاح الشقة
أماءت برأسها تفتح له راحة كفها تنظر نحو المفتاح كما نظر هو
أنا هأجر الشقة يافتون... وأنتي عارفه مدام هتتأجر هتبقى ملك للمستأجر ومينفعش حد تاني يبقى معاه المفتاح
ألتقط المفتاح من يدها بعدما مدته نحوه تعطيه إليه
جلست على الدرج كطفلة صغيرة تنظر حولها تستوحش المكان دونها .. ضمت جسدها بذراعيها خائڤة تذرف دموعها
تعجب سليم من تأخيرها كلما نظر لساعة معصمه... صنع فنجان القهوة خاصته وجلس يرتشفه وهو يراجع أوراق قضيته الجديدة
رنين الجرس أخرجه من عالمه الذي ينفرد به وسط أوراقه
أستعجب من التوقيت.. فمن سيأتي إليه في الصباح
وقف أمامها فطرقت عيناها أرضا
أسفه يابيه نسيت المفتاح في البيت
مرت من أمامه بعدما أتخذ بجسده جانبا
اتأخرتي يافتون.. وأنت عارفاني بحب الألتزام في مواعيدي
أسفه ياسليم بيه
عيناها ما زالت عالقة نحو أصابعها المتشابكة ببعضهما
ياريت ده ميتكررش تاني يافتون... ولو هتتأخري بعد كده بلغيني او خلي حسن يبلغني
رفعت عيناها نحوه سرعان ما أخفضتهما.. صډمته هيئتها وذلك الجمود الذي يتخذه طريقا معاها تلاشي تماما وهو يقترب منها يمد أنامله نحو ذقنها دون أن يلامسها
أرفعي عينك يافتون
عادت ترفع عيناها إليه فأزدادت دهشته.. عيناها كانت شديدة الاحمرار وكأنها قضت ليلتها باكية
أيه اللي حصل خلاكي ټعيطي كده.. هو حسن ضړبك
ماما إحسان سافرت وسبتني
أنهارت في البكاء تحت نظراته ترثي له حالها.. لم تكن تشعر بخطواتها ولا كيف ألقت نفسها بين ذراعيه تبكي على قميصه
تجمد في وقفته وهو يراها بين ذراعيه... يداه ظلت ثابتتين في مكانهما
والمشهد يحرك فيه عاطفته.. عاطفة الشفقة كما يقنع حاله
لم يتحرك ولم يتحدث بشيء إنما وقف يبتلع لعابه فتحركت تفاحة آدم خاصته إلي أن ابتعدت هي فحرر أنفاسه أخيرا
غير مصدقا أنه وقف هكذا مسلوب الإرادة مسحور بشيء لا يعرف هويته ... الخادمة بها سحر غريب إنها تجبره أن يكون رجلا أخر
ومع كل لحظة ضعف كان يخوضها مع نفسه لا يكف عن تمتمت تلك العبارة
سامحك الله ياسيدة ألفت...
تعالت شهقتها تنظر نحو ما أحدثته دموعها على قميصه تنظر إليه مذعوره.. وكأن هذا ما كان ينقصه تلك اللحظة أن يرى النظرة التي تشعره أنه يرى طفلة في السادسة من عمرها
أنا أسفة.. معرفش عملت كده أزاي يا سليم بيه... بلاش تطردني أرجوك مكنش قصدي صدقني
هرب سليم بعينيه ينظر نحو البقعة التي توسطت قميصه ثم طالعها بعدما تمالك نفسه
سار نحو غرفته يلقي بقميصه على أرضية الغرفة يدور بها عاري الصدر ينفث أنفاسه بضيق
أنت أيه اللي بيحصلك ياسليم... مش معنى إنك بتشفق عليها تسيبها تنسى نفسها.. ديه خدامة عارف يعني أيه خدامة
ألتقط قميص أخر يرتديه ولكن كان هناك شئ عالق بأنفه.. ليست رائحة عطر...بحث عن هوية للشئ العالق رائحته بأنفه إلى أن وجد الإجابه.. إنها رائحة صابون إستحمام ورغم رخصه إلا أن رائحته جميلة
.............
وقفت أمام والدها لا تستوعب ما يخبرها به.. فعن أي عريس هو يتحدث
هرب من نظرتها الراجية.. يؤلمه قلبه عليها فهو خير من يعرف حبها لرسلان كما أصبح يعلم حب رسلان لها ولكن ناهد بتأثيرها الأكبر عليه أجبرته... ومنذ متى وهو يقول لها لا مهما أمتد جدالهم فقررها هو ما يكون في النهاية
عريس أيه يا بابا..
الأستاذ أحمد المحاسب يا ملك
بهتت ملامحها تتذكر ذلك العريس السمج الذي أتت به خالتها
بس انا مش عايزه.. ومش عايزه اتجوز دلوقتي
ادي نفسك واديه فرصة يا ملك
أقتربت ناهد منهما وقد خشيت من تراجع زوجها في قراره بعدما أقنعته
وماله العريس ياملك.. شاب ما شاء الله عليه ومن عيله محترمة
تعلقت عيناها بوالدها تنتظر منه أي حديث.. والدها يعلم بحبها لرسلان فلما يجبرها على ذلك العريس
ملك بلاش دلع بنات... أنت دلوقتي أتخرجتي وأشتغلتي وأختك كلها شهور وتخلص جامعتها ورسلان يخطبها
ألقت عبارتها وتفرست النظر في ملامحها لتجد ما أخفته كاميليا عنها... ملك تكن مشاعر لرسلان ظنتها يوما أنها مشاعر عادية ولكن رفض ملك للعريس وحديث شقيقتها وتلك النظرة التي تراها في عينيها كانت خير من مجيب على دواخلها
رسلان مقلش إنه عايز يتقدم ل مها يا ناهد... فبلاش توهمي البنت بأحلامك
هو لمح لكاميليا بده يا عبدالله.. وخلينا دلوقتي مع بنتك اللي رافضة تقابل العريس ومش عارفه هتفضل لحد أمتي ترفض كل حد بيتقدملها
صوتهم كان يقتحم عقلها وكأنه أتى من بعيد.. لم تعد تشعر بساقيها اللاتي أصبحت كالهلام.. ثقلت أنفاسها تنظر إليهم
العريس جاي على بليل.. جهزي نفسك
ماما...
لو مطلعتيش تقبلي العريس ياملك قلبي هيكون ڠضبان عليكي
والعبارة كانت قاټلة بالنسبة لها إنها لا تتحمل خصامهم ولا غضبهم..
طالع عبدالله خطوات زوجته زافرا أنفاسه بتخبط نحو ما يعيشه
بابا أرجوك أنت عارف أني مقدرش
اقترب منها يضمها بين ذراعيه.. بكت داخل حضنه فما السبيل لديها والكل يسلب منها سعادتها التي مجرد أن تعيشها ينهدم كل شيء فوقها وكأن الأيام تخبرها أن هذا الحب ليس لها
قابليه يا ملك وبعد كده أوعدك لو مرتحتيش أنا هتصرف
.........
ارتدت ملابسها في عجالة فقد كانت بحاجة لميادة ومعاونتها.. العريس موعده الليلة وهي لن تتحمل أكثر .. تشعر وكأن حبلا ملتفا حول عنقها.. ميادة دوما تجد معها الحلول وهي من ستنقذها حتى لو ادعت عدم اهتمامها بها تلك الفترة بسبب مشاغلها
وقفت أمام المكان الذي تعمل به ميادة كمتدربة في إحدى الشركات الخاصة بمجال الحاسوب
أقتربت منها ميادة تتحاشي
متابعة القراءة