رواية لمن القرار بقلم سهام صادق_الفصل السابع إلى الفصل الثاني عشر_
المحتويات
خيالها... تخبره انه لن يفعل بها هذا
مش هتعمل فيا كده
هعمل ياملك.. على قد ما بنحب بنكره
تراجعت للخلف تتعمق في النظر لملامحه عبر الظلام
لا يارسلان متعملش فيا كده
صړخ ولم يعد يتحمل ذلك الۏجع الذي يراه في عينيها ولولا علمه بحبها له منذ زمن ولولا ذلك الحب الدفين الذي احبه لها هو الآخر منذ زمن وعاد يطلق سراحه
واردف وهو ينظر لعينيها ينتظر إجابتهما اولا
قوليها ياملك هتقدرى تكملي الطريق من تاني وكأن عمرنا ما تلاقينا
اڼهارت قواها تحرك رأسها يمينا ويسارا
عادت للمنزل لا تفكر إلا في سعادتها وعندما استمعت لصوت نحيب مها ومقت والدتها نحو فعلت رسلان وتركه لهم اصمت اذنيها وانسحبت نحو غرفتها بعدما أخبرت والدتها انها كانت تسير بالخارج قليلا ولو كانت رفعت عيناها قليلا نحوها لافتضح أمرها فمازال خديها يشعان احمرارا وعيناها تملئهما الدموع حالتها كانت توحي بأن شيئا ما قد حدث ولكن والدتها لم تعد تركز معها
صباحا جميلا هكذا كانت تنظر اليه فتون .. أسرعت في ترتيب منزلها وصنع طعام الفطور لحسن الذي رمقها ساخطا
عدتلك انا ليله امبارح يافتون... وكلمة تعبانه ديه مسمعهاش منك تاني
ابتلعت لقمتها بصعوبه وسرعان ما نهضت من أمامه متجها نحو المطبخ تحمل صنية الفطور التي اعدتها للسيدة إحسان
ده واحد جاي من الخليج على قلبه اد كده.. احنا الغلابه نعمل ليه فطار
إكرام الضيف ياحسن
يادي ام الشعارات اللي بقت ماليه عقلك....قربي هنا خليني اشوف عملالهم ايه
اقتربت منه پخوف تمد له صنية الطعام.. دققها بتقيم وقد ازداد احتقان ملامحه
ايه كل ده
بقى كل ده بفلوسي... وتعمليلي انا طبق فول وجبنه
ابوس ايدك ياحسن متاخدش من الصنيه حاجه.. ديه ماما إحسان خيرها علينا كتير
اجتذب من يدها الصنية يضعها أمامه يلتهم مابها.. أنهى طعامه للمرة الثانيه وقد فرغت الأطباق يدبدب فوق معدته
قال نديهم من اكلنا وإكرام الضيف... امشي علي شغلك عشان لو جاتلي شكوه من البيه انتي عارفه
حاوطها بذراعيه وقد جحظت عيناها ذعرا يدقق النظر في موضع ما
اتدورتي واحلويتي يافتون
ابتلعت لعابها وتنفست الصعداء عندما حررها اخيرا وانصرف .. هندمت ملابسها مجددا تحكم وضع حجابها واسرعت في إخراج الأطباق الأخرى التي خبأتها منه
رتبت الصنيه ووضعتها جانبا متجها نحو الاريكة تنظر إلى اسفلها تخرج منها الكتاب الذي خبأته وقد سمح لها السيد سليم بأستعارته
خرجت من الشقة تطرق باب السيدة إحسان بسعاده.. تراجعت للخلف فور ان انفتح الباب وتعلقت عيناها ب عصام الذي رمقها بنظرة مستاءة جعلتها تبتلع ريقها
دلفت للشقه خلفه بعدما سمح لها بالدلوف تهتف بأسم السيدة إحسان التي خرجت من غرفتها وقد نئت فيها حالها منذ ذلك القرار الصاعق الذي صدمها به عصام امس
عملتلك احلى فطار ياماما انتي والأستاذ عصام
تعلقت عيني السيدة إحسان بالصنية التي تحملها وبولدها تنظر اليه بنظرة يعلم تماما تفسيرها ولكن سرعان ما اشاح عيناه عنها
تسلم ايدك يابنتي.. ليه تعبتي نفسك بس.. عصام كان نازل يجبلنا فطار
تعبك راحه ياماما
واسرعت في رص الأطباق تخبرها انها صنعت كل ما يحبه السيد عصام وتحبه هي.. تأملت السيدة إحسان المائدة التي أصبحت عامرة واقتربت منها تضمه اليها بقوه
والله يابنتي مش عارفه من غيرك كنت هعمل ايه
ضجر عصام مما يحدث أمامه وأسلوب الضغط الذي تمارسه والدته عليه
مش هنفطر بقى ولا هنقضيها كلام
ابتعدت بتوتر عن أحضان السيدة إحسان منسحبه نحو المطبخ بخجل
هروح اعملكم الشاي
جلست السيدة إحسان فوق مقعدها كما جلس هو الآخر ولكن سرعان مانهض متحججا ينظر للمائده
مافيش ميه .. هروح اجيب ازازه ميه
شهقت فتون عندما وجدته خلفها يضع حزمة من النقود أمامها.. دارت بعينيها بينه وبين المال تتسأل
ايه ده يااستاذ عصام
ارتفع حاجبه مقتا من ذلك الدور الذي ترسمه علي والدته وعليه هو الأخر
تمن خدمتك ولا انتي متعوده تشتغلي ببلاش
قټلتها كلمته تنظر اليه مرفرفة بأهدابها لعلها تطرد دموعها العالقه واردفت تخفي غصتها
انا مبعملش ده عشان الفلوس.. انا بعمل كده عشان بحب ماما إحسان
حدق بها مستهزء فعن اي حب تتحدث عنه والله اعلم ما تخفيه خلف نواياها.. التقط كأس الماء مغادرا تنظر في أثره بأعين دامعه لقد صفعها للتو بتلك الحقيقه التي تناستها انها مجرد خادمه ولم تعد تلك الفتاه التي كانت تملئ ارجاء بيتهم البسيط بأحلامها
................
تأملها وهي تضع الأطباق أمامه ولأول مره لم تكن تنظر اليه بتلك النظره التي اعتادها منها ولم تتلكع في مهمتها كما كانت تنتظر منه أي حديث.. طالع طيفها وهي تعود بأدراجها نحو المطبخ شاردة منكسرة في تلك النظره التي رأتها في عيني السيد عصام
مسحت فوق وجهها المرهق تحاول ان تتناسي حديثه اتكأت بذقنها على كفيها تزفر انفاسها تحادث حالها
ما انتي خدامه فعلا يافتون.. هو مكدبش مالك بقى
فتون
انتفضت مفزوعه من فوق مقعدها فأقترب منها ينظر إليها
بقالي مده بنادي عليكي
اطرقت عيناها تهتف متعلله
اسفه ياسليم بيه مسمعتش حضرتك
دقق النظر فيها متفحصا ملامحها
عازم ضيف علي العشا النهارده.. لو هتفضلي بالشكل ده قوليلي اعزمه في اي مطعم
لا لا انا هعمل كل حاجه انت قولي بس اعمل ايه
بسيطه هي في حديثها ولذيذه كل يوم أصبح يكتشف شيئا جديدا في خادمته الصغيره
هخلي حسن يشوفك عايزه ايه ويجبهولك.. اتمنى الأكل يطلع حلو
وارتكز بعينيه عليها ولكن سرعان ما نفض رأسه
صحيح الأومليت طالع مالح النهارده
واردف وهو ينظر لملامحها التي تغيرت علي الفور
والقهوه من غير وش
تعالت شهقتها مصدومه مما صنعته
اعملك فطار تاني.. اه هعملك بسرعه
واسرعت متلهفة تخرج الأغراض من أماكنها وتشعل الموقد
استمتع في رؤيتها هكذا.. لقد عادت خادمته الصغيره لنشاطها
اقترب منها يغلق الموقد ويأخذ منها حبات البيض
خلاص يافتون.. بس بعد كده خدي بالك
انصرف من أمامها بعدما وضع حبات البيض جانبا... زفرت انفاسها براحه تفتح عيناها على وسعهما لا تصدق انه كان معها هنا في المطبخ لدقائق يحادثها ببساطه وكأنها ليست خادمه لديه
رفرف قلبها وبعدما كان يؤلمها من نظرة أحدهما لها... جاء بطلها يمسح من عليه ذلك الۏجع.. هو يتلذذ ببساطتها التي تعيده لسنوات مضت وهي ټغرق في حاضر ومستقبل ليس لها
وفي النهايه كلاهما كان يحصل على متعته
.............
القى هاتفه بعدما ضاق ذرعا من سماع تلك الرساله للمره التي لا يحصاها الهاتف مغلق
تاني ياملك.. تاني اعمل فيكي ايه
وعاد يلتقطه مجددا يبعث لها برساله حتى يعلمها برحله سفره التي أتت فجأة وعندما سيعود سيعلن عن ارتباطهم دون ممطاله ولكن شئ في خاطره جعله يريد معاقبتها كما تعاقبه هي بتجاهلها وإغلاقها للهاتف دوما
قبض فوق الهاتف بقوه حائرا بين الأمرين الي ان قرر يعود لجمع ثيابه في حقيبة سفره فلم يعد متبقي على رحلته إلا ثلاث
متابعة القراءة